يقوم عدد من الباحثين من المعهد المتوسطي للدراسات المتقدمة ، منذ يوم الاثنين الماضي، بدراسة تأثير مياه نهر ملوية على جودة المياه البحرية و كذا المميزات البيوجيوكيميائية للساحل المغربي بهدف تحسين الاستدامة بالمنطقة. وتقوم الوكالة الإسبانية للتعاون والتنمية الدولية بتمويل هذا المشروع المغربي الإسباني، والذي يهدف إلى الوقوف على الحالة البيئية لدلتا نهر ملوية، وتحديد النقاط الحرجة وتحسين استدامة الأنشطة الساحلية والتنمية الاقتصادية بالمنطقة. وحسب ما أدلى به، أنطونيو طوبار، وهو باحث بالمجلس الأعلى للأبحاث العلمية « فلمشروع كيمومار هدف آخر هو نقل المعارف التقنية للباحثين والمسيرين البيئيين بالمملكة المغربية.» وقد انعقدت أول جلسة لنقل المعارف يوم الثلاثاء بمدينة طنجة في إطار سلسلة من الاجتماعات، ستعرف مشاركة باحثين من إسبانيا والمغرب والولايات المتحدةالأمريكية. ويبدي مشروع كيمومار اهتماما كبيرا بالمناطق الساحلية نظرا للأهمية التي تكتسيها في تطور الدول النامية، حيث أنها تشكل نقط تمركز الأنشطة الاقتصادية وبالتالي كثافة سكانية هامة. وتجدر الإشارة إلى أنه في الآونة الأخيرة أصبحت دول العالم، بما فيها دول الحوض المتوسطي، أكثر وعيا بأهمية جودة المياه الساحلية و نرى هذا الوعي جليا في العدد المتزايد للاتفاقيات و القوانين التي ترمي إلى المحافظة على جودة المياه المذكورة . ولإيجاد حلول ناجعة ومبنية على أسس علمية لمشاكل التدبير والمراقبة البيئية للسواحل، فمن الضروري أن يكون هناك تمييز مسبق للأقسام البيئية، خصوصا المياه والرواسب، عن طريق البارامترات البيوجيوكيميائية. و لهذا الهدف، يقوم مختبر الكيمياء البحرية بالمعهد المتوسطي للدراسات المتقدمة بدراسة منطقة المصب والأراضي الرطبة ومستنقعات نهر ملوية الذي يعتبر منطقة ذات أهمية بيولوجية و بيئية كبرى و ذات تأثير مهم على جنوب غرب البحر الأبيض المتوسط. ويذكر أنه قد تم إنجاز هذا المشروع بالتعاون مع المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري وجامعة عبد المالك السعدي ووكالة الحوض الهيدروليكي لنهر ملوية وجامعة قادس وجامعة جنوب كاليفورنيا.