تستمر الحركات الاحتجاجية التي يقودها العاطلون حاملو الشهادات العليا، الذين يبدو أنهم مصرون على الاستمرار في برنامجهم التصعيدي الذي يشمل كافة المدن التي تشهد مسيرات ووقفات احتجاجية، رغم الرسائل المطمئنة التي بعثها رئيس الحكومة الجديدة. وطالب مئات العاطلين الحاصلين على الإجازة، المشاركين في مسيرة، أخيرا، التي جابت شوارع العاصمة الرباط، رئيس الحكومة المعين حديثا، عبد الإله بنكيران، بالجلوس إلى الحوار وجعل ملف تشغيلهم ضمن أولويات الحكومة الجديدة، مشددين على استمرارهم في برنامجهم التصعيدي إلى حين التزامها بحل ملف توظيفهم، «بالنظر إلى حجم المعاناة التي يعيشونها، وانعكاساتها السلبية على السلم الاجتماعي في حال استمرار التماطل في إيجاد حل ملائم لآلاف العاطلين من حاملي الشهادات العليا، رغم مرور عدة سنوات على حصولهم على تلك الشهادات»، يقول أحد العاطلين. وطالب العاطلون بإدماجهم في أسلاك الوظيفة العمومية، مستنكرين سياسة الحكومة حيال ملفهم المطلبي واعتماد مباريات، وصفوها ب»الصورية»، فيما أكدت عدة مجموعات من العاطلين مواصلة ما تسميها «معركة الكرامة»، إلى حين الاستجابة لمطلبها المتمثل في التوظيف المباشر في أسلاك الوظيفة العمومية.وتشدد مصادر من التنسيقية الأولى للأطر العليا على أن كل مجموعات العاطلين عازمة على التصعيد، ومن لم يخرج منها بعد إلى الشارع للاحتجاج، فإنه يتدارس شكل الاحتجاج وطريقته، مشيرا إلى أن السياق العام والظرفية الحالية تحتم على العاطلين من الحاصلين على الشهادات العليا التحرك. وعزت المصادر ذاتها غضب العاطلين إلى تماطل الحكومة في أجرأة وتفعيل المرسوم 100-11-02، المتعلق بالتوظيف الشامل والمباشر في أسلاك الوظيفة العمومية، ذلك أن «الوزير الأول سبق أن التزم بالانطلاق في أجرأته الشهر الماضي، دون أن نلمس أي مستجد أو حتى نية الحكومة أو، على الأقل، بعض المسؤولين بها لحل الأزمة والالتزام باتفاقاتها السابقة».وكان الحسم في تاريخ أجرأة المرسوم أجج غضب العاطلين الصيف الماضي، وحذا بهم إلى اقتحام عدد من المؤسسات العمومية ومقرات الأحزاب، وارتفاع حدة الاحتقان في صفوفهم.