15 دقيقة من الأمطار القوية كانت كافية عرفت مدينة وجدة تساقطات مطرية قوية مساء يوم الأحد 28 غشت ،خلفت نوعا من الرعب والخوف لدى الساكنة ،وبصفة خاصة الأحياء الهامشية التي تعرف نقصا حادا على مستوى البنيات التحتية ولا سيما فيما يتعلق بقنوات الصرف الصحي ،التي لا تتماشى والمواصفات المطلوبة لتجنب مجموعة من المشاكل الناتجة عن تساقطات الأمطار القوية ،إذ ليست باستطاعتها استيعاب الكم الهائل من المياه التي تجد ضالتها وطريقها للتسرب إلى مجموعة من المنازل وما يخلفه ذلك من رعب وخوف لدى ساكنة هذه الأحياء ، التي اعتمدت على طرق بدائية للاستخراج المياه التي غمرت منازلها مستعملة الأواني البلاستيكية في جو تضامني بين ساكنة الأحياء الهامشية ،التي أصبحت ضحية الأمطار التي تمتزج مع الواد الحار وما يخلفه ذلك من تأثير على صحة المواطنين ولا سيما الأطفال منهم،نتيجة ضيق قنوات الصرف الصحي مع تهاون و تماطل الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بوجدة التي عهد إليها تدبير التطهير السائل ،الذي تؤدي ساكنة المدينة ثمن خدماته فحتى بعض الشوارع الكبرى لم تنجو بدورها من هذه الآفة الخطيرة ،رغم إعادة هيكلتها وإصلاحها ضمن مشروع التأهيل الحضري للمدينة ،وما كلفه ذلك من ميزانية ضخمة ،فهذا المشروع عرف مجموعة من الخروقات ،والاختلالات تبدو واضحة للعيان كلما جادت علينا السماء بأمطار الخير والبركة التي عرت وكشفت عن الحالة السيئة والهشة للبنيات التحتية للمدينة ، رغم إعادة هيكلة هذه الشوارع ،للحد من آفة الفياضانات إلا أن دار لقمان لا زالت على حالها ولعل النقط السوداء التي تغمرها المياه وتجعل حركة المرور فيها صعبة و مستحيلة ،حيث تعرضت مجموعة من السيارات إلى أعطاب على مستوى محركاتها التي لم تقو عن الحركة بعدما غمرتها المياه ،ولا سيما في شارع محمد الخامس في اتجاه الحدود المغربية الجزائرية ،قرب مركز تكوين المعلمين ،باعتبارها نقطة أساسية تربط مجموعة من أحياء المدينة بوسطها إضافة إلى شارع المنصور الذهبي بالقرب من معمل الكهرباء القديم في اتجاه مدينة بركان ،ناهيك عن مجموعة من الشوارع والأحياء التي ظلت ومنذ زمن بعيد عرضة لهذا المشكل العويص دون أن تتدخل الجهات المعنية لتضع حدا لهذه الآفة التي أرهقت ساكنة المدينة وتبقى تلك الصورة الحية والتي لا تحتاج لتعليق ،و لا زال الجميع يتذكرها وستبقى راسخة وموشومة في ذاكرة ساكنة المدينة ،عند الزيارة الأخيرة لجلالة الملك لوجدة ، الذي وجد نفسه مضطرا للسير وسط المياه و “الغيس” خلال تدشينه لأحد المشاريع السكنية بالمدينة.