خروقات رجال شرطة بحواجز أمنية خفُت حماس سائقي الحافلات والشاحنات، وتبددت سعادتهم بعد الإعلان عن دخول مدونة السير إلى حيز التطبيق، بعد أن كانوا يعتقدون أن الأخيرة ستقيهم من شطط بعض رجال الأمن، قبل أن يكتشفوا أن «حليمة لا تتخلى أبدا عن عادتها القديمة». كثفت ولاية البيضاء، خلال الأيام الأخيرة، شأنها شأن العديد من المدن، مراقبتها لأهم الطرق والمدارات، ونشرت العديد من السدود والحواجز الأمنية في عدد من المحاور الطرقية، في خطوة تستحق التشجيع، إلا أنها تخفي أن بعض رجال الأمن لا يهمهم من الحواجز إلا تكديس الأموال، رغم تعليمات المديرية العامة للأمن الوطني، ونزاهة رجال الأمن المتعففين من لعنة «الرشوة». حالات عديدة كشف خلالها سائقون في اتصال مع «الصباح» تذمرهم من تحول بعض الحواجز الأمنية إلى وسيلة للابتزاز، علما أن مدونة السير حددت بدقة اختصاصات الحواجز وطبيعة المخالفات، إلا أنها بقيت فقط حبرا على ورق، وواصل بعض رجال الأمن «اللعبة» نفسها بإيقاف وسائل المواصلات قبل أن تنطلق المفاوضات مع السائقين، مقابل إخلاء سبيل عرباتهم. الأمثلة كثيرة ومتعددة، ففي الدارالبيضاء أصبحت بعض الحواجز الأمنية أشهر من نار على علم لدى السائقين، ففي دار بوعزة نال حاجز أمني سخط كل السائقين، فهو يساهم في خنق حركة المرور بشكل لافت، علما أنها طريق رئيسية ومفتوحة على عدة شواطئ تعتبر متنفسا أساسيا في فصل الصيف، إلا أن رجال الأمن لا يعيرون ذلك أدنى اهتمام، وينصبون سدا أمنيا يقتصر دوره على تعميق الاختناق وتصيد بعض المخالفين لقانون السير، قبل أن يختلي الشرطي بالمخالف لأسباب لا يدركها إلا مستعملو الطريق. لا يقف الأمر عند هذا الحد، فبعض الحواجز تخرق مدونة السير، وفي حي الألفة اعتاد بعض رجال الأمن نصب حاجز في منعرج، وهناك يتم الإيقاع بالسائقين، وتتعدد المشاهد نفسها في طريق أولا زيان وفي الطريق البحرية المؤدية إلى المحمدية وطريق «السبيت».. العشرات من الحواجز لا تؤدي إلا وظيفة واحدة، عرقلة السير والسماح للمخالفين بالمرور بعد جولات طويلة من المفاوضات. لقد اعتاد سكان البيضاء، خلال كل فصل صيف، على تعدد الحواجز الأمنية، إذ تشهد المدينة إقبالا من بعض السائحين، خاصة العمال المقيمين في الخارج، ما يدفع الأجهزة الأمنية إلى التدخل من أجل ضمان وحماية المواطنين من أي خرق لقانون السير، في خطة محكمة تلقى تجاوبا لدى سكان المدينة، إلا أن انحراف أهدافها يقلب كل المجهودات رأسا على عقب، ويعطي انطباعا أن لاشيء تغير، علما أن هناك عددا كبيرا من الشرفاء، ف «حوتة واحدة كتخنز الشواري»، كما يقال.