أشرف السيد محمد بنعياد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية مرفوقا بالسيد محمد أبو ضمير النائب الإقليمي لنيابة وجدة أنجاد وعدد من رؤساء المصالح بالأكاديمية والنيابات على تتبع أشغال المنتدى الجهوي لإعداديات وثانويات بدون تدخين طيلة يوم السبت 29 ماي 2010 بثانوية الشريف الإدريسي التأهيلية بوجدة احتفاء باليوم العالمي للامتناع عن التدخين الذي يصادف 31 ماي من كل سنة والذي اختارت له منظمة الصحة العالمية هذه السنة شعارا:"لنجعل كل يوم من أيامنا، يوما بدون تدخين". وكان المنتدى حافلا ببرنامج متنوع تضمن معرضا لمنتوجات فنية للتلاميذ من النيابات التعليمية، وإشراك وفود التلاميذ في ورشات عمل، ومداخلة لوزارة الصحة، وعرض حول افتحاص ظاهرة التدخين بالمؤسسات التعليمية، ومباراة استعراضية في كرة القدم. وتميز المنتدى بتوجيه السيد المدير كلمة بمناسبة افتتاح أشغال المنتدى أمام الفعاليات المشاركة من الأطر التربوي والإدارية والوفود من التلاميذ المؤطرين الوافدين من النيابات التعليمية التابعة للأكاديمية والشركاء الاستراتيجيين لقطاع التربية الوطنية وخاصة وزارة الصحة إلى جانب وسائل الإعلام المتنوعة، شدد فيها حرص الأكاديمية على عدم تفويت أي مناسبة مثل هذه المناسبة لتطوير أساليب التواصل والتوعية بأهمية التربية المتوازنة في أبعادها الشاملة، الضامنة لتكوين مواطن قادر على ممارسة مواطنته والنهوض بأعبائها والدور التربوي المنوط بالمؤسسات التعليمية لنشر الوعي وترسيخ القيم الإنسانية والوطنية والتربوية والتوجيه الأمثل والتأطير الأسلم والتكوين الأنسب للشباب وناشئة اليوم باعتبارهم الرأسمال الحيوي لحاضر ومستقبل الأمة. وفي نفس السياق اعتبر السيد المدير التربية الصحية لأبنائنا جوهر أي مشروع تربوي يتوخى النجاح في المستقبل، لهذا يضيف أن تنظيم مثل هذه المنتديات استنادا على أشغال النوادي الصحية بالمؤسسات التعليمية وبتنسيق مع شركائنا كفيلة بأن تساهم في التعبئة والتحسيس وسط التلاميذ من خطورة آفة التدخين. هذا وقد اطلع السيد المدير والوفد المرافق له على إنتاجات التلاميذ الممثلين للنيابات التعليمية بالجهة الشرقية، وتكلف التلاميذ أنفسهم بتقديم الشروحات للوفد عن المعروضات بالمعرض الذي أقيم خصيصا لتثمين إبداعات التلاميذ واعتبار التلميذ شريكا في الأنشطة التربوية، وقد تنوعت إنتاجاتهم بين الملصقات والجداريات والمجلات والرسومات والكاريكاتور، وبين المجسمات لهياكل عظمية نخرتها الأمراض الناتجة عن التدخين، وبين تخصيص طاولات عرضت عليها المواد السامة التي تحتوي عليها السجائر، إلى جانب أقراص مدمجة، وكلها تتقاطع حول إظهار خطورة آفة التدخين على صحة الإنسان. ويذكر أن لجنة جهوية تكلفت بانتقاء أفضل إنتاج عن كل نيابة ومن ثمة عزل أكثرهم تعبيرا لتشارك به الأكاديمية على المستوى الوطني. ومساهمة من وزارة الصحة قدم الطبيب رشيد زويتن عرضا أمام التلاميذ والأطر التربوية أظهر فيه الحالة الوبائية عبر العالم حيث يموت الآن 10 أشخاص في كل دقيقة بسبب ما يخلفه التدخين من أمراض سرطانية، وقد يرتفع هذا العدد في أفق 2020 إلى 20 شخصا في كل دقيقة، وذكر بالخسائر المادية التي قد تؤرق جيب المدخن على حساب قوت عائلته، وفي الأخير استعرض ثلاث طرق ممكنة للإقلاع عن التدخين سمى الطريقة الأولى بالطريقة الشخصية حيث يصدر المدخن قرار الاقتلاع انطلاقا من قناعته الشخصية وذلك مرتبط بقوة شخصيته، والثانية بالاستشارة الطبية التي قد يلجأ فيها الطبيب إلى الأدوية، فيما الثالثة سماها بالطريقة الجماعية إذ يجتمع مجموعة من المدخنين في مكان واحد لمدة لا تقل عن خمسة أيام وقد يرافقهم طبيب، ويشاهدون شرائط حول التدخين ويناقشون الموضوع وبعد ذلك قد يقتنع البعض منهم بالابتعاد عن التدخين. وفي نفس السياق قدم طبيب الأكاديمية طارق أوفقير افتحاصا لظاهرة التدخين بالمؤسسات التعليمية بالجهة الشرقية حيث توصل بعد استقراء الاستمارات أن 94 % من التلاميذ يشرعون في التعاطي للتدخين في 15 من عمرهم، وأن جل هؤلاء يتأثرون بأقرانهم ثم يليها الوسط العائلي. كما شكل المنتدى محفلا للبحث حيث توزع التلاميذ المشاركون على أربع ورشات مؤطرين من أطر تربوية، خصصت الأولى لمناقشة موضوع"تشخيص موضوعي لظاهرة التدخين بالمؤسسات التعليمية"، والثانية لموضوع "التواصل وطرق المساعدة للامتناع عن التدخين"، والثالثة ناقشت موضوع البرنامج الاستعجالي وأجرأته لدور النوادي الصحية في التحسيس من أجل الابتعاد عن آفة التخين"، أما الورشة الأخيرة فتحت للإبداع الحر حيث صيغ بالمناسبة ملصق للتحسيس بمخاطر التدخين، وتم رسم جدارية بفضاء المؤسسة، ورسم جدارية أخرى على القماش. وقد خلصت الورشات إلى مجموعة من التوصيات تركزت حول ضرورة تكثيف برامج التوعية بالمؤسسات التعليمية بأضرار التدخين، وتعزيز دور الإعلام، وتفعيل قانون معاقبة بائعي السجائر للقاصرين، والرفع من ثمنه، وإصدار قانون يمنع الأساتذة من التدخين داخل المؤسسات التعليمية، وتخصيص طبيب مختص بالمؤسسات ليساعد المدخنين للإقلاع عن الآفة، مع الابتعاد عن أساليب القمع والعقاب اللاتربوي اتجاه التلاميذ، والتخفيف من حصص التعلمات والبرامج وتعويضها بأنشطة موازية يعبر فيها التلميذ عن ذاته، وإشراك الشركاء من جمعية الآباء وأولياء وأمهات التلاميذ، ووسائل الإعلام، والسلطات ووزارة الصحة في مشروع مواز يهدف إلى محاربة التدخين على مدار السنة. وبعد مقابلة استعراضية في كرة القدم حضرها الوفد جمعت بين فريقين من فتيات الثانويات التأهيلية توج المنتدى بإشرف السيد المدير والوفد المرافق له على حفل توزيع الشواهد التقديرية على المشاركين في التظاهرة.