نفذ حوالي 100 عامل من مستخدمي اتصالات المغرب بالجهة الشرقية وقفة احتجاجية أمام مقرها الرئيسي بشارع محمد الخامس بمدينة وجدة من الساعة العاشرة إلى الساعة الحادية عشرة من صباح يوم السبت 30 ماي الماضي، احتجاجا على ما وصفوه بالميز والإقصاء والحيف خاصة على مستوى الترقية الداخلية المجمدة منذ 2003، والذي طالهم من قبل إدارة اتصالات المغرب محليا ومركزيا. ورفع هؤلاء المحتجون المنضوون تحت لواء النقابة الوطنية للبريد والمواصلات التابعة للكنفدرالية الدمقراطية للشغل (كدش)، ورددوا شعارات استنكارية وتنديدية بعدم الوفاء بالوعود التي قطعتها الإدارة على نفسها ومطالبة بتفعيل بنود الاتفاقية الجماعية التي تم التوقيع عليها بين مركزيتهم وإدارة اتصالات المغرب بعد خوصصة القطاع، شعارات من قبيل "الشغيلة الاتصالية بالجهة الشرقية تدين سياسة الاقصاء وتستنكر التمييز بين مكوناتها من طرف المسؤولين الجهويين" و"لا لسياسة الإقصاء ولا لسياسة التمييز" و"إفضحوا اللي هنا/ إفضحوا اللي لهيه " و"عايش وخايف، مستخدم مْقشّفْ، ديما يَتْسلّفْ// المندوب مْعلّفْ ، الوزير مْعلّفْ ، علينا يَتْحلّفْ" و"تحية نضالية للطبقة العاملة/تحية نضالية للقواعد الشرقية"... وأكّدت كلمة المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للبريد والمواصلات بوجدة، التي ألقاها أحد الممثلين النقابين بالمناسبة على أن الوقفة الاحتجاجية تعد خطوة أولى ضمن سلسلة من الاحتجاجات كردّ على الميز والإقصاء الذي ما فتئ يطال الشغيلة الاتصالية بالمنطقة ضد الممارسات المخلة بالقوانين ومنها قانون الشغل والاتفاقية الجماعية مع العلم أن الدستور المغربي ينص على أن المغاربة سواسية أمام القانون وأن كل المغاربة سواسية بدون فرق خلافا لما أراد البعض أن يشكله من "فئة الحاشية وفئة المغضوب عليهم"، إضافة إلى أسلوب الابتزاز والمساومة والتركيع "حتى لم نعد نفرق بين القطاع والمزرعة". وصرح أحد المسؤولين النقابين "نقوم بهذه الوقفة يوم السبت وهو يوم عطلة، لكن ليعلم هؤلاء المسؤولين أنه في حالة عدم الاستجابة لمطالبنا سنباشر في مسلسلا نضاليا أيام العمل وسنعمل على شلّ حركة مكاتب اتصالات المغرب...". أوضح المستخدمون بأن منحة المردودية بقطاع اتصالات المغرب لا تُعبّر بتاتا عن التقويم الفعلي لمجهودات المستخدم بل أصبحت تخضع لمعايير أخرى تابعة لمزاج المسؤول كأداة للإخضاع وحسن الطاعة، ثم منحة المنصب التي خلقت وضعا شاذا ومبهما لا يستصاغ وفوارق غريبة في الحقوق رغم أداء نفس الواجب، أما الترقية الداخلية فلا علاقة لها بما يسمى بالمسار المهني ولا حق في التطور والارتقاء وليس هناك تكافؤ للفرص وكل شيء أصبح مرتبطا بمزاج المسؤولين..."وعلى هذا الأساس تأتي هذه الخطوة النضالية للتعبير عن رفضنا التام لما تقوم به إدارة اتصالات المغرب من أساليب لا علاقة لها بنهج إدارة حديثة ومتطورة كعالم جديد يناديكم كما تزعم...". وعبر المستخدمون على غضبهم واستيائهم لعملية الترقية الأخيرة التي تميزت بالزبونية والظلم والحيف في حق الكثيرين الذين تجمدت وضعيتهم لسنين عديدة،"هناك من اشتغل منذ أكثر من خمسة عشر سنة وأكثر من عشرين سنة ولم يتحرك سلمه ولم يستفد من أي ترقية رغم العمال والخدمات التي يقوم بها وخلال ساعات إضافية طويلة في الوقت الذي تسلق بعض المحظوظين الدرجات بسرعة وفي فترة وجيزة دون عناء لأنهم مِمّن..." يصرخ أحد المستخدمين المتضررين . وأشار المحتجون إلى ما صوفوه بالمكر والخداع الذين شابا فترة الاستحقاقات الأخيرة لمناديب الأجراء والمتمثلين في توزيع الأظرفة من طرف الإدارة للتأثير على التسيير النزيه للإنتخابات وللتشويش على الشغيلة لاختيار ممثليها. لقد استفاد من الترقية الداخلية هذه السنة بالجهة الشرقية 170 عاملا بقطاع اتصالات المغرب من أصل 630 عاملا مستوفيا للشروط، لكن كانت مفاجأة المستفيدين من الترقية كبيرة وتحولت إلى صدمة،حسب النقابيين، إذ توصل هؤلاء ب200 درهم عن خمسة أشهر، وبعض الأطر توصلوا ب600 درهم وهناك من توصلوا ب50 درهم في الوقت الذي تعد الأرباح بالملايير،"لكن يقال لنا أن الأرباح من حق المساهمين فقط...ونحن نشتغل طوال الأيام والأسابيع ونضيف الساعات الإضافية ونتعرض للمخاطر في المواقع، راه حنا كا نكلو العصا...". وفي الأخير، طالب مستخدمو اتصالات المغرب المحتجون بالجهة الشرقية بفتح تحقيق نزيه لتوضيح ملاباست المعايير التي تم اعتمادها في ما يسمى بالترقية الداخلية الأخيرة التي شارك في "طبخها " بعض المسؤولين، حسب تعبير كلمة الوقفة، واعتماد القوانين المتعارف عليها المنظمة لعملية الترقية الداخلية المتعلقة بالمسار المهني كما تنص على ذلك الاتفاقية الجماعية، وترحيك الملفات العالقة وتحسين ظروف العمل بأسرع وقت ممكن لإنصاف المتضررين.