إختار منظمو مهرجان أحواش إخراجا فنيا جديدا، ميز بشكل ملحوظ دورة هذه السنة عن سابقاتها للاحتفال بفن أحواش من خلال تجسيد عروض مسرحية لقصة عشيقين "صوفيا ومولاي" عاشا بورزازات وتناقلت الأجيال قصة حبهما القوي والذي على غرار قصة "قيس وليلى" و"روميو وجولييت" بقي رمزا يُضرب به المثل في التفاني والحب والوفاء. "صوفيا ومولاي" وهما الصافيا أو صفية، وزوجها مولاي أحمد العيساوي انتهت حكايتهما في أواخر الستينات كما أخبرنا بذلك أبناء المنطقة، حيث تقول الحكاية التي يتوارثها سكان المنطقة أن الزوجان كانا يجوبان المغرب شرقا وغربا، شمالا وجنوبا من أجل الحصول على لقمة عيش، غير أنهما لم يكونا يملكان عملا غير ما تجود به قريحتهما من شعر يقومان بنظمه وتقديمه في المحافل المعروفة آنذاك وجلها عبارة عن مواسم وأسواق مشهورة. عرف الثنائي "صوفيا ومولاي" بترحالهما رفقة حمارهما من منطقة لأخرى، من أجل البحث عن لقمة العيش فكانا يملكان من الحكمة والبلاغة في نظم الشعر ما يؤهلهما لقصد القبائل الكبيرة أنذاك وزعمائها، يتسولان بالشعر إما مدحا لمن يكرمهما أو هجاء لمن يتخلى عنهما، واشتهرا بأهازيجهما التي لازالت فرق أحواش تتغنى بها إلى يومنا هذا. تنقل العشيقان بين مناطق عديدة، لكنهما كانا دائما يعودان في الأخير إلى مكان إقامتهما بمنطقة "ترميكت" بمدينة ورزازات، وقد انتهت حياة "مولاي" بعدما وقع في واد بالمنطقة لتلتحق به رفيقة الدرب بعد مدة قليلة بعدما حزنت حزنا شديدا على فراقه، فبقيت قصتهما مرجعا يضرب بها المثل في الحب. وعن سبب اختيار قصة "صوفيا ومولاي" كتيمة لدورة 2015 صرح عبد الحكيم أيت تكنوين عضو الإدارة الفنية لمهرجان أحواش أن الغرض منها هو إحياء ذاكرة المنطقة، فضلا عن ارتباط كل من الشخصيتين بفن أحواش لما قدماه من أشعار وأهازيج تغنت بها العديد من الفرق الفنية لهذا الثرات الأمازيغي الأصيل. وقد قام بتشخيص دور العشيقين كل من الأستاذ محمد بوشهاب، والشاعرة الأمازيغية صفية عز الدين وهم أبناء مدينة ورزازات، والذين شكلا عنصرا قويا لتقديم الفرق المشاركة في المهرجان عبر الحديث عن تاريخ هذه الفرق وعطاءاتها في قالب فني مميز طبعته روح الفكاهة والدعابة بين العشيقين، وجعلت الجمهور الورزازي يتفاعل بشكل قوي مع هذه العروض.