أقامت مؤسسة البادية في عسفيا الكرمل إفطارا جماعيًّا سنويّا، لأعضاء منتدى الحوار الثقافي في المؤسسة، وذلك بتاريخ 25-8-2011. بعد التجمّع في مؤسسة البادية، قام الأعضاء بزيارة المعرض لكوكبة من الفنانين وأصدقاء مركز تراث البادية، كما زاروا جناحًا مخصّصُا لمعرض الأعمال اليدويّة لنخبة من المبدعات. واجتمع أعضاء منتدى الحوار الثقافي قبيل موعد الإفطار ليتحاورا حول اللغة العربية واستعمالاتها في وسائل الاعلام والمدارس العربية، فأدار اللقاء الأستاذ رشدي الماضي، حيث رحب بالحضور وشكر القائمين على هذه الأمسية والإفطار في مؤسسة البادية السيد أمين القاسم. تحدّث الشاعر الدكتور فهد أبو خضرة في مداخلة خاصة عن أهمّيّة استعمالات اللغة العربية الفصحى في وسائل الإعلام وفي المدارس العربية بشكل سليم وصحيح، وأثار الدكتور أبو خضرة مسألة تعليم المواضيع الدراسية في المدرسة باللغة العربية الفصحى، وليس بالعامية أو المحكية. كما أشار إلى المحاولات التي جرت في الماضي والتي لا تزال تجري هذه الأيام لإلغاء الفصحى من المدرسة العربية، وخاصة ما يرد في منهاج تعليم العربية في المدارس. وخلص الدكتور أبو خضرة إلى القول إن المعلمين في المدارس يلحنون أثناء محاولاتهم تدريس العربية أو التدريس عمومًا باللغة الفصحى، وقد أجري استطلاع للمعلمين في مصر، الذين يتقنون العربية في محادثاتهم وتعليمهم، وتبين أن نسبتهم تبلغ 1 من كل 2000 معلم. كما أكد الدكتور فهد أبو خضرة إلى أن قوميّات أخرى أوروبية أو أسيويّة أو غيرها تحرص على التمسّك بتراثها اللغويّ، وعلى ممارسة استعمال لغتها الأمّ بصورة صارمة في المدرسة وفي البيت. د. منير توما اللغة العربية الفصحى تعاني هذه الايام من عدم الرواج وعدم الاستخدام في المدارس والحياة الثقافية العامة وهذا يمكن ان نعزوه الى قصور كبير من المعلمين عن التعبير عن الافكار والمواد الدراسية باللغة الفصيحة حيث لا يشكلون بذلك قدوة لطلابهم مما يزيد من هذا الضعف المستفحل لان فاقد الشيء لا يعطيه ويرجع كل ذلك الى ابتعاد المتعلمين وغير المتعلمين عن ظاهرة القراءة فالقراءة هي التي تنمي وتغذي الفكر والقدرة اللغوية بما في ذلك من ثروة بالكلمات والتعبير الفصيح فالمعرفة اللغوية هي قوة بحد ذاتها وقد احتفت المنصة البانورامية المفتوحة الممهورة بآراء شخصية، طالب فيها الأدباء والشعراء من أعضاء المنتدى في مداخلاتهم، بتكثيف الجهود لزيادة التوعية في المدارس العربية والمحافظة على اللغة العربية باعتبارها اللغة الأم. وأكدوا على أن اللغة هي جزء من الانتماء القوميّ، ولذا تجري المحاولات لطمس هذه اللغة الحيّة في أوساط أبنائها. وقد انتقدوا من ناحية أخرى، أولئك الذين يخلطون في أحاديثهم كلمات من لغة أخرى كالعبرية أو الإنجليزية، كما يفعل اللبنانيون بإدخالهم كلمات فرنسيّة في محادثاتهم اليومية والبيتيّة. ثمّ ألقى الدكتور الشاعر منير توما من كفر ياسيف الجليلية قصيدة بمناسبة شهر رمضان الفضيل، وهنأ المسلمين باقتراب حلول عيد الفطر السعيد جاء فيها: رمضان يا شهر الصيام/ يا شهر المحبة والوئام/ فيك يسود الانسجام/ وتنشرح القلوب مع الأيام رمضان فيك يطيب الانس/ ويحلو الكلام/ في ليال فاض فيها النور/ وانقشع الغمام/ حين صفا القلب/ واحلولى السلام رمضان يا أيها الشهر الفضيل/ كل يوم فيك مشتهى وجميل/ تصحو العيون مرحبة بأبهى نزيل/ فتطمئن النفوس في دربها الطويل/ على إيقاع الصلاة والتهليل رمضان يا رأس الشهور/ فيك يزول الغم وينتشر الحبور/ فإلى الفرح هيا ننعم بالسرور/ شاكرين الرب كل إفطار وسحور وبعد الإفطار وتناول الحلويات تمّ تلخيص واختتام اللقاء والتمني بعيد فطر سعيد، وتم التقاط الصور التذكاريّة.