دعا الرئيس الامريكي باراك اوباما في بيان الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي، وأعلن عن فرض عقوبات جديدة قاسية على دمشق من بينها تجميد الاصول السورية وحظر الاستثمارات الامريكية في سورية، فيما حظرت وزارة الخزانة الأمريكية استيراد النفط السوري. وقال اوباما في بيان صدر عن البيت الأبيض: "قلنا باستمرار انه على الرئيس الاسد ان يقود انتقالا ديمقراطيا او ان يتنحى. لم يقد (الانتقال) ومن اجل الشعب السوري، فقد ان الاوان لكي يتنحى الرئيس الاسد". وأضاف أن "الولاياتالمتحدة تلقت إلهاماً من الشعب السوري في سعيه للانتقال سلمي الى الديمقراطية". ومضى قائلاً: "لقد تحدوا (السوريون) الوحشية الشرسة لحكومتهم. لقد تحدثوا بالمسيرات السلمية، وان صمتهم يشهّر بالنظام السوري، وبتصميمهم الشجاع في وجه الوحشية. يوماً بعد يوم، أسبوعاً بعد أسبوع. ردت الحكومة السورية بهجوم مستمر". واكد أوباما: "أدين بشدة هذه الوحشية، بما في ذلك الهجمات المشينة ضد المدنيين في مدن سورية مثل حماة ودير الزور، واعتقال شخصيات معارضة حرموا من العدالة وتعرضوا للتعذيب على أيدي النظام. وقد كشفت هذه الانتهاكات لحقوق الجميع من الشعب السوري الى سورية والمنطقة والعالم عدم احترام حكومة الاسد الصارخة لكرامة الشعب السوري". ولفت أوباما الى ان الولاياتالمتحدة "تعارض استخدام العنف ضد متظاهرين سلميين في سورية، وندعم الحق الدولي للشعب السوري". عقوبات وفرض اوباما عقوبات جديدة على سورية في امر تنفيذي يجمد جميع اصول الحكومة السورية ويحظر الاستثمار في سورية والتصدير لها. وفي بيان ارفق بالامر التنفيذي، قال اوباما ان "حملة القمع العنيفة التي يمارسها النظام السوري ضد المتظاهرين "يشكل تهديدا غير عادي واستثنائيا للامن القومي والسياسة الخارجية والاقتصاد الامريكي". وشدد على انه "فرضنا عقوبات على الرئيس الاسد وحكومته. الاتحاد الاوروبي فرض عقوبات بدوره. ساعدنا في قيادة الجهود في مجلس الامن التابع للامم المتحدة لإدانة الممارسات السورية. لقد نسقنا عن كثب مع حلفائنا وشركائنا في المنطقة وحول العالم. حكومة الأسد باتت الآن مدانة من قبل دول حول العالم، ولا يمكنها سوى النظر الى ايران لدعم وحشيتها وهجماتها غير المبررة". واعلنت وزارة الخزانة الامريكية ان واشنطن حظرت التعامل التجاري مع خمس من شركات النفط السورية . وجاء في بيان للوزارة ان الرئيس اوباما امر بفرض عقوبات على المؤسسة العامة للنفط، والشركة السورية للنفط والشركة السورية للغاز، وشركة السورية للنفط وشركة سترول. كلينتون وألقت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون كلمة، قالت فيها ان العقوبات الامريكية تشكل "ضربة في قلب" النظام السوري. وصرحت في بيان تلته على الصحفيين ان "هذه العقوبات تضرب قلب النظام عن طريق حظر الواردات الامريكية من النفط السوري ومنتجاته, وتحظر على الامريكيين التجارة في هذه المنتجات". وتشكل ذلك الدعوة الامريكية الصريحة الأولى للاسد بالاستقالة من منصبه، في ظل تزايد الضغوط عليه لانهاء حملة القمع التي يشنها منذ اشهر ضد المتظاهرين والتي ادت حتى الان الى مقتل اكثر من الفي شخص، طبقا لما يقول نشطاء حقوقيون. إلا أن البيت الابيض لفت الى ان الرئيس اوباما "لا يعتزم" استدعاء السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد. وقال تومي فيتور الناطق باسم مجلس الامن القومي: "نحتاج الى ان يبقى (السفير) هناك". الاتحاد الاوروبي بدوره، دعا الاتحاد الاوروبي الرئيس السوري الى التنحي وقال ان نظامه فقد كل شرعيته ومصداقيته. وصرحت وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون في بيان لها ان "الاتحاد الاوروبي يرى ان بشار الاسد فقد شرعيته بشكل تام في عيون الشعب السوري ويرى ضرورة تنحيه". وجاء تصريحها بعيد دعوة الرئيس الامريكي باراك اوباما الاسد الى التنحي. ودعا نيكولا ساركوزي وانغيلا ميركل وديفيد كاميرون في بيان مشترك الرئيس الاسد الى "التنحي" وايدوا فرض "مزيد من العقوبات القاسية". وحض الرئيس الفرنسي والمستشارة الالمانية ورئيس الوزراء البريطاني النظام السوري على "وضع حد فوري لاي عنف والافراج عن معتقلي الراي والسماح للامم المتحدة بارسال بعثة لتقييم الوضع من دون اي عوائق". واضاف المسؤولون الثلاثة ان "المانيا وفرنسا وبريطانيا تكرر ادانتها القوية للقمع الدامي للمتظاهرين المسالمين والشجعان وللانتهاكات الكبيرة لحقوق الانسان التي يرتكبها الرئيس الاسد والسلطات السورية منذ اشهر". وأضافوا: "ندعم بقوة فرض عقوبات مزيد من العقوبات الاوروبية القاسية على نظام الرئيس الاسد". واعتبرت الدول الثلاث ان "الرئيس الاسد الذي لجأ الى القوة العسكرية الوحشية بحق شعبه والذي يتحمل مسؤولية الوضع, خسر كل شرعية ولا يمكنه ان يحكم البلاد". وقال المسؤولون الثلاثة في بيانهم "ندعوه الى اخذ العبر من الرفض الكامل للشعب السوري لنظامه والتنحي لمصلحة سورية العليا ومن اجل وحدة شعبه". واضافوا "على العنف في سورية ان يتوقف الان". وانضمت كندا الى الدول المطالبة بتنحي الأسد، وفرض عقوبات على نظامه، رغم أن لكندا استثمارات نفطية في سورية.