ما حدث أثناء انعقاد الجمع العام للجامعة الملكية لكرة القدم لا يقبله احد و لا يشرف رياضتنا الوطنية بالمطلق و التي أضحت مرتعا خصبا لكل من هب و دب و مجالا واسعا لتصفية الحسابات الشخصية و الذاتية بدلا عن النقاش الجاد و المسؤول الذي يقارب في عمقه أزمة الكرة ببلادنا، الجميع اليوم متفق على أن ما حصل و الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام الوطنية و الدولية مهزلة بكل المقاييس خرجت عن المألوف و عرت عن واقعنا الرياضي الذي تعرفه مختلف الرياضات الوطنية و في مقدمتها معشوقة الجماهير الكرة المستديرة و بقيت لسنوات خارج أية مساءلة. كنا نتمنى و معنا عشاق و محبي كرة القدم أن يكون انعقاد الجمع العام الذي طال انتظاره فرصة للمتتبعين و الرياضيين و مسيري الأندية الوطنية لتشريح واقع الكرة ببلادنا و التي عرفت في السنوات الأخيرة و لا تزال الانتكاسة تلوى الانتكاسة، خروج مذل من كأس إفريقيا للأمم ومن التأهل لمونديال البرازيل 2014 رغم عديد الوصفات التي تم تجريبها و استنزفت مالية الدولة لكن دون نتيجة تذكر بل الأمر يتجه إلى الأسوأ. كان الأجدر ممن حضر هذا الجمع أن ينأى بنفسه عن التموقع مع هذا الطرف أو ضد ذاك لان سمعة الوطن رياضيا ومصلحة الرياضة الوطنية كانت على المحك على اعتبار أن نتائج التي سيخرج بها هذا الجمع ستكون الانطلاقة الحقيقية للرياضة الوطنية و لتصحيح الاختلالات الإدارية و المالية التي قد تكوم شابت عمل المكتب الإداري المنتهية صلاحيته لكن لا هذا و لا ذاك كان ،النتيجة بكل بساطة كانت عراك و تشابك بالأيدي وتقاذف بالكلمات و الاتهامات وفي الأخير تسوية مبهمة تلاها رفض دولي لنتائج هذا الجمع العام. إذن نحن اليوم أمام واقع أسوء من الأول مكتب جامعي على أنقاض التوافقات التي لا يعرف حقيقتها حتى الآن بالرغم مما قيل عنها و طعن دولي في شرعيته فماذا نحن فاعلون أمام هذا المستجد الدولي ؟ سؤال على الجميع استحضاره و الإجابة عليه بمسؤولية و روح رياضية بعيدا عن منطق الربح و الخسارة لأننا غير مستعدين لدفع ضريبة رياضية على الصعيد الدولي خاصة و نحن مقبلين على استحقاقات رياضية عالمية على ارض المملكة المغربية، على من أنتج هذا الوضع الكارثي تحمل مسؤوليته الكاملة فيما حصل و على المؤسسة التشريعية و الحكومية تحمل مسؤوليتها هي الأخرى في إعادة الاعتبار إلى الرياضة الوطنية بعيدا عن التخفي وراء كلام من قبيل استقلالية القرار الجامعي ، كما أن مسؤولية وزارة الشباب و الرياضة تبقى قائمة فيما حدث و صمتها غير مبرر بالمرة خاصة بعد دخول الفيفا على الخط و طعنها في عملية انتخاب السيد فوزي لقجع على رأس الهرم الكروي ببلادنا . الوحيد الذي خرج منتصرا في هذا الجمع هو الناخب الوطني الغير مؤسوف عليه الدمية غيريتس الذي حصد الهزائم و أوصل كرتنا الوطنية إلى الحضيض و جنا ملايين الدراهم و ربما بالعملة الصعبة و أرغم مؤسسة وطنية قائمة بذاتها على عدم الكشف عن راتبه الشهري و الامتيازات التي أعطيت له في فترة إشرافه على تدريب " الأسود " و الذي شغل الدنيا لشهور فكان له ما أراد. كنا نتمنى أن يكون التأم الجامعة الملكية لكرة القدم في جمعها العادي فرصة حقيقية لانطلاقة جديدة لرياضتنا الوطنية لكن حصل العكس و عدنا إلى نقطة الصفر بعد قرار مشؤوم للجامعة الدولية لكرة القدم من زيوريخ جاءنا البيان التالي ، لجنة الطوارئ التابعة للجامعة الدولية لكرة القدم بعدم الاعتراف بالانتخابات التي أجرتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم و ذلك بسبب عدم التزام الأخيرة بواجبها المتمثل في الانضباط لتوجهات الفيفا خاصة ما يتعلق بالمادة 13 الفقرة 1- أ من نظامها الأساسي .