استهوى البودكاست الكثيرين حول العالم منذ ان انطلقت الظاهرة عبر شبكة الانترنت من امريكا وصادفت نجاحا هناك ومن ثم انتشرت عبر ارجاء العالم، وهو عبارة عن برنامج يصور على شكل حلقات تنشر عبر الانترنت مدتها الزمنية لا تتجاوز 10 دقائق، ولعل ابرز مميزات البودكاست انه يمكنك من التعبير بكل حرية دون قيود كما انك لست في حاجة لمعدات كثيرة سوى حاسوب وكاميرا. ومن المعروف ان الشباب المغاربة لهم بصمة قوية في مجال البودكاست فهم من اوائل مستعملي هذه الخاصية في العالم العربي، فهناك مجموعة من الشبان تطرقوا لمواضيع عدة عبروا عنها من خلال وجهة نظرهم بشكل ساخر، ومن اشهر البودكاستر المغاربة خالد شريف الذي اشتهر من خلال سلسلته الهزلية "قولوا باز" التي انتقد من خلالها عدة ظواهر مغربية وعالمية ، و ياسين جرام هو الاخر من الشبان الذين بفضلهم عرف البودكاست بالمغرب عبر نشره لفيديوهات ساخرة تعكس معاناة المواطن المغربي. وتوالى ظهور الوجوه الشابة في عالم البودكاست كسهيل الشديني الذي وضع لنفسه مكانة خلال وقت وجيز حيث يحتل المرتبة الثالثة بعد خالد شريف وياسين جرام من خلال عدد المنخرطين عبر قناته على اليوتيوب ومحمد لوريكي عبر "يوميات شومور" الذي يحكي حال المعطلين ومعاناتهم اليومية للبحث عن العمل، وفاطمة الزهراء سماوي كأول وجه نسائي في الميدان هي الاخرى سارت على نفس المنوال حاملة ذات الرسالة لتعبير عن آرائها وانتقاداتها. كما استغل العديد هذه الخاصية كأداة لنصح والارشاد، كمثال حي الشاب عبد الله ابوجاد الذي بلور افكاره الى الوجود ولم يكن بخيلا للمشاركة بها وتقاسم معارفه وتجاربه مع مستعملي الانترنت حيث اطلق العديد من السلسلات الهادفة " اش نقرا "، "فين نقرا"، "اش نخدم" التي لقيت استحسان جمهور الانترنت بفضل الكم الهائل من المعلومات، هذا نجاح راجع للخصاص وصعوبة الوصول الى مثل هذه المعلومات. لكن هذا المنبر هو الاخر له خطوط حمراء التي لا يستطيع البودكاستر المغاربة تجاوزها كالمس بالمقدسات او التحدث عن الملكية خارج الاطار المتعارف عليه، لكن الامر يختلف بالنسبة للعالم الغربي الذي يتيح فرصة التعبير بشكل أكبر ولا ينسج خطوط حمراء تحد من حريتهم.