أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أمس عن إنشاء 'حي دبي للتصميم' والذي سيضم معاهد للتصميم ومرافق متخصصة للمصممين في قطاعات عدة ومؤسسات الأزياء وشركات العلامات التجارية الفاخرة في إضافة نوعية ستساهم في تكريس دبي وجهة عالمية للقطاع . ويقع "حي دبي للتصميم" في المنطقة الكائنة بالقرب من معبر الخليج التجاري وبإطلالة رائعة على خور دبي المركز التجاري التاريخي لدبي و"برج خليفة" أطول مبنى في العالم و"دبي مول" أكبر مجمع للتسوق في العالم. يبعد الحي مسافة قصيرة عن الطرق السريعة الرئيسية في دبي على مقربة من المطارين الدوليين في الامارة. كما ستكون المنطقة جهة متخصصة تدعم الإبداع، حيث ستضم مرافق متخصصة للمصممين المحليين والإقليميين، ومعاهد للتصميم، وواجهة مائية، ومركز مؤتمرات وأماكن مخصصة للفعاليات ومجموعة متميزة من الفنادق. ومن المتوقع أن تصبح المنطقة وجهة رائدة في عالم الأزياء، يقصدها الزوار من مختلف بلدان العالم، نظراً لقرب المسافة التي تربط الإمارة بحوالي 90% من دول العالم، حيث لا تتجاوز المدة الزمنية لرحلات السفر أكثر من 8 ساعات. وستتولى شركة "تيكوم للاستثمارات"، العضو في "دبي القابضة"، إدارة عمليات "حي دبي للتصميم"، حيث تتمتع تيكوم للاستثمارات بسجل حافل في إقامة، وتشغيل، وتطوير مجمعات الأعمال المتخصصة في دبي. ويعتبر إنشاء هذا المجمع الجديد المخصص لقطاع الأزياء، والتصميم، والسلع الفاخرة إضافة مميزة إلى ما تتمتع به دبي من مكانة رائدة في قطاع السياحة. كما يأتي المشروع متكاملاً مع خطط دبي لاستقطاب 20 مليون سائح بحلول عام 2020، بما لتلك الخطط من أثر في انعاش قطاع التجزئة، حيث من المتوقع بأن يصل النمو في هذا القطاع إلى 151 مليار درهم إماراتي خلال سنتين . وقد قادت هذه التوقعات الإيجابية، إضافة إلى ما تمتاز به دبي من موقع استراتيجي وبيئة جاذبة للأعمال، إلى استقطاب كبريات الشركات العاملة في هذا القطاع، ومنها على سبيل المثال: "برادا"، و"لويس فويتون"، و"رالف لورين"، والتي اتخذت من الإمارة مقراً لإطلاق عملياتها التجارية. لا شكّ بأن "حي دبي للتصميم" سيشكلُ جزءاً حيوياً ومحورياً من التوجه والجهود المتواصلة التي تبذلها حكومة دبي نحو تعزيز الرؤية السياحية للعام 2020، كما سيوفر عنصراً إضافياً فعّالاً في سعي دبي لاستضافة معرض إكسبو 2020. كما استطاعت دبي وعلى مدى العقد الماضي تعزيز مكانتها كوجهة متميزة للفعاليات باستضافتها للعديد من الأحداث العالمية، مثل كأس دبي العالمي، معرض آرت دبي، ومهرجان دبي السينمائي الدولي، حيث جمعت هذه الأحداث شخصيات مشهورة من عالم الفن وتصميم الأزياء والسينما. ولا يقتصر شغف مواطنو دولة الإمارات والمقيمين فيها على مواكبة أحدث الصيحات في عالم الأزياء، ومتابعة جديدها ، بل تعدى طموحهم ليظهروا مواهبهم الإبداعية في تصميم علامات خاصة بهم، وهذا ما يستدل عليه من خلال طلبات الالتحاق المتزايدة في برامج الأزياء والتصميم التي تطلقها المؤسسات المتخصصة في هذه المجال في الدولة. وسيكون للمواهب الإمارتية الواعدة، وخاصة أولئك الذين استطاعوا أن يتركوا بصمة على الساحة الدولية، دوراً بارزاً في إطلاق شرارة التفوق لهذا المجمع. كما يهدف المشروع لدعم المصممين المحليين والإقليميين الطامحين إلى تحقيق الإنجازات والحصول على الجوائز العالمية. وجاءت دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الثانية على مؤشر نمو قطاع التجزئة العالمي 2011، مدعومة بارتفاع دخل الفرد والاهتمام الهائل بقطاع الأزياء. ويعتبر نجاح دبي مول، أكبر مركز للتسوق والترفيه في العالم، خير دليل على النمو المطرد الذي تشهده الإمارة في مجال الأزياء وقطاع التجزئة، حيث استطاع المركز أن يستقطب 65 مليون زائر خلال العام الماضي، أي أكثر من عدد الأشخاص الذين زاروا مدينة نيويورك خلال العام 2012. يذكر أن سوق المنتجات الفاخرة في الشرق الأوسط شهد نمواً تراوحت نسبته بين 10 و15 في المئة في الفترة بين العامين 2011 و2012، ، الأمر الذي منح المنطقة قوةً ومكانةً أكبر في هذه الصناعة، مما أهّلها لاحتلال المرتبة العاشرة بين أكبر أسواق السلع الفاخرة على مستوى العالم .