فاز منتخب نيجيريا مساء الأحد10 فبراير الجاري على ملعب 'ناشيونال ستاديوم' بجوهانسبرغ بكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم للمرة الثالثة في تاريخه بعد فوزه على بوركينا فاسو بهدف لصفر، من تسجيل صنداي مبا مهاجم إينوغو رينجرز في الدقيقة 39. وأصبح ستيفان كيشي - الفائز مع "النسور" بالتاج القاري في 1994 بصفته قائدا للفريق - ثاني مدرب يحصل على الكأس بعد إحرازها كلاعب، وذلك بعد المصري محمود الجوهري الفائز بها في 1959 كلاعب وفي 1998 كمدرب للمنتخب المصري. وانطلقت المباراة، والتي أدارها الحكم الجزائري جمال حيمودي، بضغط نيجيريا على منافسها وإعلان نيتها السيطرة على وسط الميدان، وجاءت أول لقطة في الدقيقة الأولى عن طريق المدافع أمبروز. واستجابت بوركينا فاسو بسرعة لينتشر عناصرها بذكاء وعرقلت خطط النيجيريين لوقت قصير. وبعدها حصلت نيجيريا على ضربة ثابتة إثر خطأ ضد إيديي إلى أن كرة أمبروز الرأسية مرت خارج المرمى (د. 6). واستمرت نيجيريا في الهجوم ليكاد إيديي يفتتح التسجيل بعد خروج غير موفق للحارس داودا (د. 9). وبات واضحا أن لاعبي ستيفان كيشي متحكمون في اللعب، فيما زملاء بيترويبا لقوا صعوبات كبيرة في استغلال فرصهم القليلة ولم يظهروا بوجه بارز سوى بعد مرور 15 دقيقة إثر هجمة قادها بيترويبا وفشل في ترجمتها بانسيه إلى لغة الأهداف. ولعب المنتخب النيجيري من دون إيمانويل إيمينيكي مهاجمه المتألق وهداف البطولة بأربعة أهداف، ولكن بحضور صانع الألعاب أوب ميكل وزميله في الوسط أونازي، وفي الهجوم كل من موزيس لاعب تشلسي الإنجليزي وأوتشي مهاجم فياريال الأسباني. من جهتها، بدأت بوركينا فاسو المباراة بكامل عناصرها بقيادة نجمها بيترويبا مهاجم رين الفرنسي والذي سمحت له لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الأفريقي لكرة القدم بالمشاركة في النهائي بعد إقرار الحكم التونسي سليم جديدي بإقصائه عن طريق الخطأ في نصف النهائي أمام غانا. واستمرت نيجيريا في خلق أفضل الفرص، ليكاد إيديي مرة أخرى مباغتة الحارس داودا (د. 18)، ثم اقترب إجتشيليه بدوره من هز الشباك (د. 19). ولاشك أن بول بوت مدرب بوركينا فاسو تساءل ما هو السبيل لاستدراك الموقف؟ لاسيما أن بيترويبا غاب تماما عن ال25 دقيقة الأولى من الشوط الأول. وبعد مرور 30 دقيقة، ظلت سيطرة نيجيريا بدون فائدة، ما أثار قلق كيشي على خط التماس، ليرشد لاعبيها بالتحرك أكثر قصد تسجيل هدف من شأنه إرباك الخصم. وتألق أوب ميكل في الوسط إلا أن إيديي وموزيس فشلا في مهمتهما وبدأ غياب إيمينيكي في صفوف "النسور" يظهر جليا. قلق كيشي كان مصدره نية نظيره بول بوت العودة إلى غرفة تبديل الملابس بالتعادل السلبي لخوض الشوط الثاني بمعنويات مرتفعة. لكن نيجيريا أصرت وضغطت ليسجل صنداي مبا مهاجم إنيوغو رنجيرز هدفا جميلا جدا إثر كرة مرتدة تركت داودا ثابتا في مكانه (د. 40). وبات مؤكدا أن مهمة بوركينا فاسو ستزداد صعوبة. في الشوط الثاني واصلت نيجيريا السيطرة على اللعب ولم تمر تسديدة إيديي سوى بضع سنتيمترات عن مرمى داودا (د. 48). وعمدت بوركينا فاسو على قوة بانسيه البدنية في الهجوم لكن الأخير افتقد مساعدات بيترويبا وكابروه التي اعتادها في الأدوار السابقة. وعاد موزيس يهدد مرمى داودا وكانت له فرصة تسجيل الهدف القاتل لكنه تماطل وتدخل دفاع بوركينا فاسو (د. 52). ومن جانب "الأحصنة" حاول بانسيه مباغتة أنيياما ولكن كرته مرت خارج المرمى (د. 58). وشيئا فشيئا تحسن أداء البوركينابيين وبدأ بيترويبا أخيرا في التحرك وفرضوا خطتهم على نيجيريا التي تراجعت إلى الوراء وبدت كأنها تريد الحفاظ على تقدمها خاصة أن لاعب الوسط أحمد موسى دخل في مكان المهاجم أوتشي. ودخل سانو في صفوف بوركينا فاسو في مكان روامبا من أجل تعزيز خط الهجوم الفاشل (د. 65). وحصل "الأحصنة" على خطأ ثم على ركنية أربكت دفاع نيجيريا قبل أن يسدد سانو قريبا جدا من مرمى أنيياما (د. 72). وازدادت المباراة إثارة إلا أن الوقت الرسمي كان يقترب من النهاية وبالتالي على بوركينا بذل قصارى جهدها لتعديل النتيجة وعلى نيجيريا تسجيل هدف ثاني يضمن لها الفوز. وضيعت نيجيريا فرصتين سانحتين عن طريق إيديي (د. 85) ثم موسى (د. 86) ليخفقا في حسم المباراة، قبل أن يعلن جمال حيمودي عن نهاية المباراة بتتويج نيجيريا بلقبها الأفريقي الثالث. ** المصدر: فرانس 24