ينعقد المؤتمر العام الحادي عشر للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو- في العاصمة السعودية الرياض، يومي 1 و2 ديسمبر/كانون الأول المقبل، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود. ويتزامن انعقاد المؤتمر مع حلول الذكرى الثلاثين لإنشاء الإيسيسكو التي تشكّل محطة انطلاق جديدة تنفتح فيها أمام المنظمة آفاق واسعة تتيح لها تحقيق المزيد من التطوير والتجديد في عملها والإسهام في التنمية التربوية والعلمية والثقافية للعالم الإسلامي، من خلال تعزيز العمل الإسلامي المشترك في مجالات اختصاصها، انطلاقًا من قاعدة التضامن الإسلامي الذي هو النواة الصلبة والركيزة الأساس التي قامت عليها منظمة التعاون الإسلامي التي تعمل الإيسيسكو في إطارها. إن الفترة الزمنية الفاصلة بين الدورة الأولى للمؤتمر العام للإيسيسكو المنعقدة في الدارالبيضاء بالمغرب خلال الفترة من 7 إلى 9 يونيو سنة 1983، وبين الدورة الحادية عشرة التي ستستضيفها الرياض، شهدت متغيرات كثيرة على الساحة الدولية، وعلى صعيد العالم الإسلامي، تضاعفت من خلالها الأعباء والمسؤوليات التي تنهض بها الإيسيسكو، باعتبارها بيت خبرة عملية تنفيذية من جهة، ومختبر أفكار تطويرية وتجديدية من جهة ثانية. والإيسيسكو اليوم، واعتبارًا للتطور الحثيث الذي تعرفه، هي الجهاز الإسلاميّ الدوليّ المتخصص في مجالات التربية والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والاتصال والبيئة والطفولة. ونتيجة ً لاتساع المساحة التي تتحرك داخلها المنظمة، فقد تزايدت المهام الكبرى التي تقوم بها على عديد من الأصعدة، في تنفيذ خطط العمل الثلاثية التي وصلت إلى تسع خطط عمل، وسيعتمد المؤتمر العام مشروع خطة العمل الثلاثية العاشرة للسنوات (2013-2015)، وفي تفعيل الاستراتيجيات التي اعتمدتها والتي بلغت حتى الآن خمس عشرة استراتيجية تغطي قطاعات حيوية مثل تطوير العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وتطوير التعليم الجامعي في العالم الإسلامي، وتطوير التربية في العالم الإسلامي، والاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي، واستراتيجية تطوير التكنولوجيا الأحيائية في العالم الإسلامي، واستراتيجية تدبير الموارد المائية في العالم الإسلامي، واستراتيجية العمل الثقافي الإسلامي خارج العالم الإسلامي، واستراتيجية الاستفادة من الكفاءات المسلمة خارج العالم الإسلامي، واستراتيجية التقريب بين المذاهب الإسلامية، واستراتيجية تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصال في العالم الإسلامي، وغيرها. وانفتاحًا على الآفاق الدولية، فإن الإيسيسكو تواصل جهودها في مجال تعزيز جهود المجتمع الدولي من خلال مشاركتها الفاعلة والمتميزة في المؤتمرات الدولية والإقليمية التي تعنى بقضايا الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات ونشر ثقافة العدل والسلام وقيم التعايش والتسامح بين الأمم والشعوب، وفي توسيع شبكة التعاون والشراكة مع أكثر من مائة وتسعين منظمة دولية وإقليمية، والعمل معها في تنفيذ الأنشطة التي تستفيد منها الدول الأعضاء، وفي الانفتاح على المجتمعات الإسلامية خارج العالم الإسلامي وتقديم الدعم الأكاديمي والفني لها، للحفاظ على هويتها الحضارية الإسلامية، وفي ميادين أخرى كثيرة تدخل ضمن اختصاصات الإيسيسكو. لقد حققت الإيسيسكو خلال الثلاثين سنة الأخيرة، إنجازات مهمة تصبُّ في دعم التنمية الشاملة المستدامة في دول العالم الإسلامي، وفي إرساء قواعد النهضة الحضارية التي تنطلق من تحديث المنظومة التعليمية، وتطوير العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وتجديد السياسات الثقافية، وتطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وحماية البيئة، ورعاية الطفولة، وتحسين إدارة مخاطر التغيرات المناخية، وتنمية السياحة الثقافية، وتطوير الطاقة المتجددة. وهي المجالات الحيوية التي تعنى بها الإيسيسكو وتنهض بمسؤولية إدارة العمل الإسلامي المشترك فيها، بالتعاون والتنسيق مع الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي. وبارتفاع حجم الإنجازات والمشروعات الحضارية الكبرى، تتسع الآفاق الممتدة أمام الإيسيسكو لارتيادها وفق تخطيط استراتيجي للمستقبل، ومن خلال رؤية شمولية تنفتح على المتغيرات التي تعرفها الساحة الدولية على مستوى القضايا ذات العلاقة باختصاصات الايسيسكو . وسيناقش المؤتمر العام الحادي عشر للإيسيسكو ويعتمد مشروع خطة عمل تطويرية تجديدية، هي بكل المقاييس، خطة طموح عالية المستوى من نواحي التخطيط والتصميم وترتيب الأولويات وتلبية الاحتياجات واستشراف المستقبل، ستنقل المنظمة إلى مرحلة متقدمة، ستعزز حضورها على الساحة الإقليمية والدولية، وستقوي من تأثيرها الفاعل في دعم التنمية الشاملة المستدامة التي ينشدها العالم الإسلامي.