زجاج سيارة مهشم بسبب انفجار وقع بالقرب من مبنى اتحاد نقابات العمال في دمشق يوم الأحد. تصوير: خالد الحريري - رويترز قال التلفزيون السوري إن قنبلة انفجرت قرب مقرات عسكرية وأمنية في دمشق يوم الأحد 4 نونبر الجاري في حين بدأت جماعات المعارضة المتشرذمة التي تسعى للإطاحة بالرئيس بشار الأسد محادثات بالخارج لتوحيد صفوفها وكسب الاحترام الدولي والحصول على إمدادات أسلحة. ووصفت وسائل إعلام حكومية انفجار القنبلة التي تزن 50 كيلوجراما قرب فندق كبير بمنطقة خاضعة لحراسة مشددة بأنه هجوم شنه "إرهابيون" وهو وصف تستخدمه الحكومة في الإشارة إلى مقاتلي المعارضة في الانتفاضة التي اندلعت ضد الأسد قبل 19 شهرا. وقال نشطاء من المعارضة إن الانفجار نفذه على ما يبدو لواء أحفاد الرسول وهو وحدة من المقاتلين الإسلاميين هاجمت عدة أهداف تابعة للجيش والمخابرات خلال الشهرين الماضيين. وذكر التلفزيون الرسمي إن التفجير "الإرهابي" تسبب في وقوع عدة إصابات بينها حالة خطيرة. وأظهرت لقطات مصورة بثتها وسائل إعلام رسمية ونشرها نشطاء على الإنترنت بعض النوافذ المهشمة والسيارات المدمرة إلى جانب أضرار مادية أخرى طفيفة. ونفذ مقاتلو المعارضة سلسلة من التفجيرات التي تستهدف المباني الحكومية والعسكرية في دمشق هذا العام لتمتد الحرب الأهلية إلى مركز سلطة الأسد. وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان التي تراقب الوضع في سوريا إن القوات الحكومية قتلت 57 شخصا في مناطق أخرى بالبلاد يوم الأحد. وأشارت الشبكة إلى أن معظم القتلى من المدنيين والباقين من مقاتلي المعارضة الذين سقطوا في معارك دارت حول دمشق وفي محافظتي إدلب وحلب. وذكرت مصادر من المعارضة في محافظة إدلب إن المعارضين اضطروا إلى وقف هجوم للسيطرة على قاعدة جوية كبيرة بسبب نقص الذخيرة وهي مشكلة عرقلت حملتهم لتعزيز قبضتهم على الشمال بالتغلب على تفوق الأسد الكبير في الأسلحة خاصة الطائرات الحربية وطائرات الهليكوبتر المقاتلة. وكان معارضون إسلاميون هاجموا مطار تفتناز العسكري فجر السبت باستخدام قاذفات الصواريخ وثلاث دبابات على الأقل استولوا عليها من الجيش مما عرقل شن هجمات جوية حكومية على البلدات والقرى المجاورة الخاضعة لسيطرة المعارضين. وتمثل محادثات المعارضة التي بدأت في قطر أول محاولة منظمة لتوحيد صفوف الجماعات المتشرذمة المتمركزة خارج سوريا ووضع استراتيجية بالتنسيق مع المعارضين المقاتلين في سوريا. ومن المتوقع أن تستمر المحادثات في العاصمة القطرية الدوحة لمدة أربعة أيام بهدف إصلاح وتوسيع المجلس الوطني السوري أكبر جماعات المعارضة المتمركزة بالخارج ليضم 400 عضو بدلا من حوالي 300 عضو. وعبر قادة المجلس الوطني السوري عن أملهم في أن يمهد ذلك الطريق أمام عقد اجتماع منفصل في الدوحة يوم الخميس المقبل تشارك فيه فصائل أخرى مناوئة للأسد لتشكيل ائتلاف موحد. وقال عبد الباسط سيدا الزعيم الحالي للمجلس الوطني السوري للصحفيين في الدوحة قبل الاجتماع إن الهدف الرئيسي هو توسيع المجلس ليضم المزيد من الأطياف الاجتماعية والسياسية مشيرا إلى أنه ستكون هناك قوى جديدة في المجلس. وأضاف أن الاجتماعات ستتضمن أيضا انتخاب لجنة تنفيذية جديدة وزعيم جديد للمجلس الوطني السوري. وكانت الولاياتالمتحدة دعت الأسبوع الماضي إلى إصلاح قيادة المعارضة قائلة إن الوقت قد حان لتجاوز حدود المجلس الوطني السوري وضم من يقفون "في خطوط المواجهة يقاتلون ويموتون." واقترح المعارض المخضرم رياض سيف تشكيل كيان يجمع بين الجيش السوري الحر والمجالس العسكرية الإقليمية ووحدات أخرى لمقاتلي المعارضة إلى جانب أجهزة مدنية محلية وشخصيات بارزة في المعارضة. وتتضمن خطة سيف التي أطلق عليها اسم المبادرة الوطنية السورية تأسيس كيان تحت مسمى هيئة المبادرة الوطنية السورية يضم جماعات سياسية ومجالس محلية وشخصيات وطنية وقوى معارضة إلى جانب إنشاء مجلس عسكري أعلى ولجنة قضائية وحكومة انتقالية من الخبراء الفنيين. وقال سيف في مقابلة مع رويترز الأسبوع الماضي إن اعتراف دول غربية وعربية وتركيا بكيان المعارضة الجديد سيساعد على إرسال صواريخ مضادة للدبابات والطائرات إلى مقاتلي المعارضة وحسم المعركة.