لا يمر أسبوع من دون أن تستدعي المدرسة شقيقتي “دارين” لأن ابنها ضرب أحد الفتيات أو الصبيان، وتذهب دارين للاعتذار للإدارة والمعلمة وكذلك أسرة الطالب، وغالبا ما تحمل معها الحلوى أو لعبة للترضية. تقول لي مازحة على الهاتف “أعتقد أني بحاجة لميزانية خاصة لهدايا الترضية التي أقدمها كل مرة”. وفي الحقيقة لا تعرف دارين ولا نحن نعرف السبب لهذه التصرفات العدائية، فعلاقتها الزوجية جيدة وحياتها الأسرية هادئة، لكن الصغير يظل يمارس كل أشكال العنف التي يقدر عليها جسده الصغير على رفاقه ورفيقاته في المدرسة. وغالبا ماكنا نقابل العنف بعنف، ليس بالضرب طبعاً ولكن بالتعنيف والقصاص والحبس والصراخ أحياناً.ولكن هذه الردود أفعال كانت تزيد الأمور سوءاً. النصيحة التي يوجهها خبراء التربية في هذه الحالة هي أنه وبدلاً من أن يشرع الآباء في توبيخ الطفل ويفكروا في معاقبته على ما بدر منه، ينبغي عليهم أن يحاولوا معرفة الدور الذي لعبه طفلهم في أحداث العنف. فعلى سبيل المثال، ينبغي على الآباء الاستفسار عمّا إذا كان طفلهم هو المُحرض على هذه الأفعال من الأساس، أم أنه اشترك فقط في تنفيذ فكرة زميل آخر له. وإذا اكتشف الآباء بعد طرح هذه الأسئلة أن طفلهم لم يقم بالتحريض على العنف وكان مجرد مشاركاً فحسب، ينصحهم الخبراء حينئذٍ بضرورة التحدث مع طفلهم وتشجيعه على عدم الانسياق وراء تحريض أي زميل آخر على القيام بمثل هذه الأفعال في المدرسة، بحيث يوضحوا له مثلاً أن أفعاله هذه يُمكن أن تتسبب في ابتعاد أصدقائه المقربين عنه. كما أكدّ الخبراء على ضرورة أن يبين الآباء لطفلهم مدى سوء فعلته التي قام بها تجاه زملائه وحجم الأذى الذي سببه لهم، وأشاروا إلى إمكانية أن يُفكر الآباء مع طفلهم في اختيار الوسيلة المناسبة للاعتذار للزميل ضحية العنف. وغالبا مايكون سبب هذا العنف الطاقة الزائدة لدى الطفل، وينصح في هذه الحالة تسجيله في ناد لممارسة إحدى الرياضات التي يمكنه استخدام طاقته بشكل إيجابي فيها. أما إذا لم يجد الهدوء الأبوي في حل المشكلة، فلا بد من مراجعة خبير تربية مختص فلعل طفلك يعاني من مشكلة لا تستطيعن تشخيصها وحلها بلا مساعدة.