اثارت المذبحة التي وقعت في حمص مركز حركة الاحتجاج في سوريا والتي اوقعت اكثر من مئتي قتيل ليلة الجمعة السبت 3 و 4 فبراير الجاري حسب المعارضة، استنكار العواصمالغربية التي دعت الاممالمتحدة الى اتخاذ موقف واضح. وفي حين بدا تحرك دبلوماسي حثيث وطويل في نيويورك من اجل استصدار قرار في مجلس الامن الدولي يدين القمع في سوريا اصطدم بفيتو مزدوج روسي صيني السبت، اعتبرت بعض الدول ان مجزرة حمص جاءت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. واتهم الرئيس الاميركي باراك اوباما السبت الرئيس السوري بشار الاسد "بقتل المدنيين" في "هجمات شنيعة" وقعت ليل الجمعة السبت في حمص داعيا اياه مجددا الى "التنحي". وقبل ذلك دانت الحكومات الفرنسية والبريطانية والاسبانية والالمانية والتركية اعمال العنف التي بلغت بعدا غير معهود منذ بداية حركة الاحتجاج ضد النظام السوري في اذار/مارس 2011. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان "السلطات السورية خطت خطوة اضافية في الوحشية، ان مجزرة حمص جريمة ضد الانسانية ولا بد من محاسبة مرتكبيها". من جانبه وصف نظيره البريطاني وليام هيغ تلك الاعمال ب"المروعة" مؤكدا انها "تنم عن قسوة بلا رحمة من جانب الرئيس الاسد". وفي حين نفت دمشق قصف حمص نددت لندن وباريس "باشتداد العنف" وشددتا على "ضرورة" تحرك دولي، ودعتا مجلس الامن الدولي الى "دعم جهود" الجامعة العربية وفتح المجال امام تنفيذ خطتها التي تنص على رحيل بشار الاسد قبل فتح مفاوضات مع المعارضة. من جانبه اتهم وزير الاعلام السوري عدنان محمود المعارضة السورية بقصف حمص بهدف التأثير على المناقشات الجارية في مقر الاممالمتحدة بشان قرار حول تطورات الوضع في سوريا. كذلك اعتبرت حكومة مدريد ان القمع بلغ "مستويات لا تحتمل" ودعت مجلس الامن الدولي الى المصادقة "بلا تاخير على قرار" حول سوريا. وفي خطوة نادرة في البلدان العربية اعلنت الرئاسة التونسية السبت ان تونس تستعد لطرد السفير السوري في تونس. وقال ناطق باسم رئاسة الجمهورية التونسية في بيان ان "تونس ستشرع في الاجراءات العملية والترتيبية لطرد السفير السوري من تونس وسحب اي اعتراف بالنظام الحاكم في دمشق". ودعت المعارضة الى التظاهر عصر السبت في العاصمة التونسية. وعم الاستنكار والشجب في عدة اماكن وهاجم معارضون سوريون سفاراتهم في عدة عواصم اوروبية (اثيناولندن وباريس) وعربية (الكويت والقاهرة والرياض) وحاولوا اقتحامها. وكان اشد تحرك في الكويت حيث هاجم مئات المتظاهرين بين سوريين وكويتيين السفارة السورية، وفي القاهرة حيث نهب مقر السفارة جزئيا. وفي السعودية حيث التظاهر ممنوع تجمع عشرات السوريين صباح السبت امام القنصلية السورية في جدة قبل ان تفرقهم الشرطة. وقرر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز الغاء الاوبريت الغنائية في مهرجان الجنادرية الذي يبدا فعالياته الاربعاء المقبل نظرا لما "يحدث من سفك لدماء الابرياء في سوريا"، وفقا لمصدر رسمي وحثت تركيا الامم المحدة على اتخاذ "موقف واضح" واعتبرت انقرة انه اذا فشل مجلس الامن الدولي مجددا في اتخاذ قرار حول سوريا فان هذا الوضع قد "يعطي سوريا رسالة خاطئة تقول انه يمكننا مواصلة اعمال العنف". واستخدمت روسيا والصين حق الفيتو السبت لمنع صدور قرار عن مجلس الامن يندد بالعنف في سوريا. واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الوقت حان ليتحرك مجلس الامن "بحزم" حيال سوريا مشيرة الى انه لم يكن بالامكان تسوية الخلافات في وجهات النظر مع روسيا والصين بهذا الشأن. كما اتهم وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ السبت روسيا والصين ب"التخلي" عن الشعب السوري باستخدامهما الفيتو. وقال هيغ في بيان انه "بهذه الخطوة، فانهما يتخليان عن الشعب السوري ويشجعان نظام الرئيس (بشار) الاسد الوحشي على ارتكاب المزيد من المجازر مثلما حصل في حمص في الساعات ال24 الاخيرة". وصوتت الدول الاخرى ال13 في مجلس الامن لصالح مشروع القرار الذي طرحه الاوروبيون والعرب والذي يدعم خطة الجامعة العربية لتسوية الازمة في سوريا ويدين الانتهاكات، غير ان روسيا والصين كررتا الفيتو المزدوج النادر الذي سبق ان استخدمه البلدان ضد قرار بشان سوريا في الخامس من تشرين الاول/اكتوبر.