إحسان الزكري الرباط أون مغاربية لوحظ خلال الفترة الأخيرة تنامي ظاهرة اقتحام المجموعات المعطلة للمؤسسات الحكومية ، حيث لم تكد تطوى خلال الأسبوعين المنصرمين صفحة يوم دون أن يتناهى إلينا خبر اقتحام مجموعة معطلة لمقر حكومي معين. فمن اقتحام مجموعة من المعطلين لمقر الأمانة العامة للحكومة بالرباط إلى اقتحام مجموعة أخرى لوزارة الأسرة والتضامن ،ومن اقتحام مجموعات معطلة لمقر عمادة جامعة الحسن الأول بسطات إلى اقتحام أخرى لمقر بلدية سيدي يحيى الغرب... ولعل تنامي هذه الظاهرة بهذا الشكل المثير والمتصاعد بات يندر بتداعيات مفتوحة لا أحد بمستطاعه تحديد مآلاتها في حال استمرارها.. إن المعطلين الذين انزووا إلى تبني خيار اقتحام المقرات العمومية لم يفعلوا ذلك إلا بعد ما سدت في وجوههم كل الأبواب وسئموا من الإنتظار في غياب أية آفاق واضحة المعالم تبعث الأمل في نفوسهم بخصوص مستقبلهم مما أدى إلى تفاقم مشاعر الإحباط والتيئيس في نفوسهم سيما في ظل غياب أية جهة مسؤولة تصغي باهتمام إلى انشغالاتهم وهواجسهم. . ولعل حمى اقتحامات المعطلين للمقرات الحكومية الرسمية التي تشهدها بعض المدن خصوصا العاصمة الرباط باتت تستوجب أكثر من أي وقت مضى تدخل الجهات الحكومية المسؤولة من أجل إرساء معالم استراتيجية واضحة ومحكمة قمينة بمعالجة معضلة عطالة الخريجين بشكل شمولي وجذري بعيدا عن الحلول الترقيعية أو الظرفية أو العرضية التي أثبتت عدم جدواها ومحدودية فاعليتها. ونعتقد أن على الحكومة المقبلة أن تضطلع بهذه المهمة وتضعها في سلم الأولويات الإجتماعية باعتبار أنها مسألة ذات حساسية بالغة لا تحتمل المماطلة أو الإرجاء. وفي تطور مفاجئ و ذي صلة تم الإعلان عشية أخريوم من السنة التي ودعناها والذي صادف موعد انتهاء صلاحية مرسوم التوظيف المباشر عن إدماج حوالي 166 من حاملي الشهادات العليا بقطاع التعليم المدرسي وذلك تفعيلا للقرار الحكومي القاضي بإدماج الدفعة الأولى من حاملي الشهادات العليا. وجدير بالذكر أن المعنيين بالإدماج هم من حملة الشواهد الذين سبق وأن أعلنت الحكومة عن توظيفهم ضمن دفعة 4304 في مارس الماضي ، إلا أن بعض القطاعات التي تم تعيينهم فيها رفضت استقبالهم مما جعلهم عرضة للإنتظار طيلة الأشهر الماضية حيث دشنوا خلالها سلسلة من المحطات الإحتجاجية المتصاعدة. ويسجل في هذا السياق أن عملية التوظيف المذكورة قد أثارت أكثر من علامة استفهام في صفوف الأطر العليا الموعودة بالإدماج بموجب محضر 20 يوليوز حول توقيت الإعلان و عدد المستفيدين . هكذا سيطوى ملف هذه الفئة بعد طول انتظار ليبقى طافيا على السطح ملف آخر لا يقل أهمية و يتعلق الأمر بمجموعات المعطلين المعروفة اختصارا بأصحاب محضر 20 يوليوز ، هؤلاء الذين وعدوا بشكل رسمي بالإدماج المباشر خلال السنة الجديدة كدفعة ثانية في أسلاك الوظيفة ، غير أن السنة الجديدة قد أهلت دون أن تلوح في الأفق أية بوادر لذلك الإدماج المرتجى.