المتتبع لمحاكمة قائد حراك الريف الذي اعتقل قبل أيام، سيلاحظ أنها مليئة بتفاصيل مثيرة، عن حياته الدراسية والمهنية وصولا إلى ظهوره بشكل قوي في احتجاجات الحسيمة. وفي هذا السياق، أفاد مقال مطول لتوفيق بوعشرين، تم نشره بموقع "صوت الشمال" أن ناصر الزفزافي دخل إلى قاعة المحكمة الابتدائية في الحسيمة رافعا شارة النصر أمام كاميرات الصحافة ومئات المحامين الذين تطوعوا للدفاع عنه، وحين سأله القاضي عن غسمه وعمره ومكان ولادته وماذا كان يعمل قبل القبض عليه، أجاب الزفزافي قائلا: " اسمي ناصر الزفزافي، وعمري 39 سنة ،ولدت في حي شعبي اسمه الميناء بالحسيمة، وانحدر من قبيلة ايت ورياغل، وأجدادي كانوا يقاومون مع مولاي امحند (محمد بن عبد الكريم الخطابي) رضي الله عنه وأرضاه ، لم اكمل تعليمي في المدرسة العمومي ، وخرجت من السنة الثانية ثانوي لأبحث عن الرزق الذي لم اعثر عليه إلى الان ...عملت في مهن كثيرة كحارس في شركة أمن خاصة، بثمن استحيي أن اذكره امامكم، وعملت في القطاع الفلاحي، اما آخر عمل قمت به فهو إصلاح الهواتف في دكان صغير..أما الآن فأنا حارس حراك الريف". وحين استفساره من قبل القاضي، عن تاريخ خروجه في التظاهرات والاحتجاجات بالحسيمة، قال الزفزافي "منذ فتحت عيني على التهميش والحگرة والعزلة التي عاش فيها جدي وأبي وكتبت لي من بعدهم" مضيفا أنه كان يصور فيديوهات على اليوتوب قبل رحيل مسحن فكري. وزاد الزفزافي قائلا: "لكن بعد الحدث الكبير الذي هزم الحسيمة يوم 28 اكتوبر 2016 وبعد طحن محسن فكري في شاحنة ازبال تفرغت للنضال السلمي في الشارع الى ان قررت الدولة اعتقالي، وها أنا أمامكم يا سيد القاضي". وحين سأله القاضي هل أنت هو قائد ما يسمى بحراك الريف ؟ رد الزفزافي قائلا: الحراك ليس له قائد، الحراك وعي شعبي تلقائي نبت في الريف على ضفاف سياسة عمرها أكثر من 60 سنة ، ولم تنتبه له الدولة، ولا إعارته اهتمامها، وأمام هذا الوضع الذي لم يعد يُطاق خرج المواطنون الى الشارع لإسماع صوتهم الى الدولة سلميا وحضاريا، ويكفي ان ترجع محكمتكم الى أشرطة الفيديو على اليوتوب لترى شباب الريف يحرسون الممتلكات العمومية، ويشكلون سلاسل بشرية لحماية سيارات الشرطة التي جاءت لقمع الحراك".