ما زالت قضية الحكومة الجديدة تطرح الكثير من الجدل بالمغرب، حيث كشفت مصادر مطلعة أن عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية الحاصل على أغلبية مقاعد 7 أكتوبر الجاري، اتصل هاتفيا وناقش معه أولى بوادر التحالف الممكن بين الحزبين في أفق تشكيل الحكومة الجديدة. وبحسب المصادر ذاتها، فقد أطلع بنكيران خلال هذا الاتصال الهاتفي نظيره حميد شباط بالخطوط العريضة لتصوراته المستقبلية في أفق تشكيل الحكومة المنتظرة من أجل معرفة إمكانية تحالف و انضمام حزب الميزان للأغلبية الحكومية، حيث شباط بعرض بنكيران الذي كلفه ملك البلاد بتشكيل الحكومة في غضون الأربعين يوما القادمة ، كما رحب بالفكرة رغم وضعه بعض الشروط كتمهيد لانطلاقة المفاوضات حول الحقائب الوزارية التي يريدها الاستقلاليون. و كان الشرط الأولي الذي وضعه شباط للجلوس على طاولة المفاوضات هو منح حزب الاستقلال ثالث أكبر منصب في البلاد و هو رئاسة مجلس النواب وهو ما رفضه بنكيران بشكل قاطع معتبرا الأمر "مبالغا فيه" و مقترحا في الوقت عينه حلولا بديلة. شباط و حسب ذات المصادر ، تشبت بمنح الاستقلاليين منصب رئاسة الغرفة الاولى بالبرلمان كشرط للتفاوض خاصة ان الحزب الذي حل في المركز الثالث في استحقاق 7 أكتوبر يضع نصب عينيه أيضا في حالة ما كان طرفا في الأغلبية الحكومية الظفر بثمان مناصب وزارية اربعة منها سبق لقادة حزب المصباح قيادتها في الحكومة المنتهية ولايتها. و حاول بنكيران حسب المصادر ذاتها ان يهادن زعيم الاستقلالين من خلال استعداده لتقديم بعض التنازلات بخصوص الحقائب الوزارية غير أنه عاد ليؤكد ان المفاوضات الجادة تستوجب الجلوس على طاولة الحوار دون قيد أو شرط مسبق و هو ما قد يعقد مأمورية المفاوضات التي يقوم بها بنكيران في أفق البحث عن أغلبية يشكل بها حكومته المقبلة.