استفاق سكان المقبرة عند منتصف الليل على صوت تشقق قبره ووسط حالة ذهولهم، والرعب الذي انتاب معظمهم، قام من قبره ولا يستر جسده الذي نخره الدود سوى كفنه المهتري. تغاضى ببصره عن الجميع وانطلق إلى الخارج وأثناء سيره الوهيد كانت أطرافه تتساقط مثل أوراق خريفية وما إن وصل منتصف المدينة حتى توقف وصاح مجلجلاً: اللعنة عليكم أيها النائمون تعتقدون أني ميت لكن ها قد عدت إليكم. – سأنتقم منكم وسترون مني العجب. – وراح يقهقه: آه آه آه. وفي صباح اليوم التالي: تجمع سكان المدينة وراحوا يتحدثون عنه: قال أحدهم: لقد شاهدته زوجته متجهاً نحو المقبرة هذا الصباح. رد الآخر: لا مستحيل!.. كان هذا الصباح واقفاً على ناصية الشارع. وأردف آخر: لا هذا ولا ذاك.. هذا الصباح كان في أطراف المدينة. واحتدم النقاش، كل واحد يقسم أنه شاهده، وكاد الأمر أن يتحول إلى معركة، هنا صاح أكبرهم سناً: الجميع على صواب، لقد عاد إليكم بأكثر من صورة كي ينتقم منكم. وانصرف تاركاً الجميع في حيرتهم وذهولهم.