لازالت ساكنة مدينة فاس لم تستفق من صدمة فقدان 28 أبنائها غرقا في السواحل الإسبانية أثناء محاولتهم الوصول للفردوس المفقود . وتخيم أجواء من الحزن على الأسر التي فقدت فاذات أكبادها الذين اختاروا ركوب قوارب الموت هربا من واقع اجتماعي واقتصادي كان يحلمون أن يتحول لغد مشرق . وقال عبد العالي المجاهدي وهو أحد أفراد أسرة الضحايا في تصريح ل "نون بريس " أنه فقد خمسة أشخاص من أسرته لقوا حتفهم في حادث غرق المركب حيث تأكد رفقة عائلته من صحة خبر استخراج أربعة من جثت تعود لأقاربه من ضواحي سواحل قادس الإسبانية في حين لازال مصير نجل ابن أخيه الذي لم يتجاوز الخمس سنوات مجهولا حيث لم يتم العثور على جثته لحدو الساعة". وأوضح المجاهدي أن أفراد أسرته كانو يخططون لمدة سنة في سرية تامة لركوب قوارب الهجرة السرية بحثا عن تحسين وضعهم الاجتماعي مؤكدا أن بارونات الهجرة السرية باتو يتلاعبون بأرواح شباب مدينة فاس من خلال إغرائهم بإيصالهم للفردوس الأوربي مقابل مبالغ مالية وهو ماحصل مع أبناء أخيه الذين راحو ضحية شبكة منظمة للهجرة قامت بخداعهم قبل أن ترمي بهم في مواجهة أمواج البحر العاتية . وأردف قريب الأسرة الذي يتحدث بقلب مفجوع أن رحلة أبناء أخيه رفقة باقي الضحايا انطلقت من مدينة الجديدة حيث استقل الشباب الحالمون بالهجرة قاربا من سواحل دكالة في طريقهم لإسبانيا وهو الأمر الذي يكشف عن تعرضهم للخداع من طرف الشبكة المكلفة بتهجيرهم حيث لايعقل بحسب المتحدث أن تنطلق الرحلة من مدينة بعيدة عن شمال المملكة باتجاه السواحل الإسبانية وتصل في مدة قصيرة بالنظر لطول المسافة البحرية وخطورتها . وشدد المجاهدي أنه يقوم حاليا بالتحري للوصول للشبكة التي أغرت أبناء أخيه بالهجرة ورمت بهم في مواجهة الموت لافتا إلى أن أسرة الضحايا تعيش وضعا نفسيا سيئا خصوصا جدتهم الطاعنة في السن والتي لم تعد تقوى على الحركة و الوقوف من هول الصدمة وحزن فراق أحفادها .