أثارت حادثة قتل شاب بتهمة إشعال الحرائق بغابات منطقة تيزي وزو وإضرام النيران في جثته من قبل مواطنين غاضبين، صدمة وضجة بواسعة الجزائر و الوطن العربي بأكمله، بعد أن اتضح أنه بريء، وأنه كان هناك في عين المكان لتقديم المساعدة. والأربعاء، أظهرت صور ومقاطع فيديو متداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي، عددا كبيرا من المواطنين وهم يقومون بحرق شخص اشتبهوا في قيامه بإضرام النيران بالغابات، التي أدت إلى مقتل نحو 69 مواطنا، بينهم 20 عسكريا. و الفيديو المتداول تم تصويره بمدينة نات إيراثن، إحدى المناطق المتضررة من الحرائق المندلعة بولاية تيزي وزو، حيث تم القبض على الشاب من قبل مجموعة من المواطنين أصروا على تصفيته، ليتدخل رجال الشرطة وينتزعوه منهم لأخذه إلى التحقيق ولكن الشباب الغاضبين عادوا وسحبوه من سيارة الشرطة وقتلوه وحرقوا جثته وقاموا بتصوير ذلك. وبعد ساعات قليلة من انتشار فيديو الشاب، ردت مجموعة من الأشخاص من مدينة مليانة بولاية المدية (80 كم غرب العاصمة) على الفيديو، وأكدوا أن الذي تم إحراقه هو ابن مدينتهم وأنه فنان موسيقي يدعى جمال بن إسماعيل، تنقل للمنطقة المتضررة، لتقديم المساعدة للأهالي في إخماد النار، محمّلا بالعتاد والأموال، كما تم تداول تصريحات له وهو يدعو الناس إلى التحلي بالقوة والشجاعة و الالتحاق بمنطقة تيزي وزو لتقديم المساعدة في إطفاء الحرائق. ونقل موقع "الجزائر 1" أن "أعيان منطقة القبائل وممثلي قرى الأربعاء ناث إيراثن سيتوجهون إلى مليانة غدا لتقديم الاعتذار والتعازي نيابة عن المنطقة لأسرة الشاب المتوفى". وأثارت الحادثة استكارا واسعا في الوطن العربي وتعاطفا مع الضحية وأسرته، وسط دعوات لاعتقال ومحاسبة المعتدين، حيث اعتبر عدد من النشطاء، أن المشهد الذي تم تداوله والذي وثق لعملية سحل شاب وقتله ثم التنكيل بجثته، "مروّع جدا، وهو يكرس لهمجية فاقت التصورات ولتوحش أظهر نفسه أمام الجميع وبلا ستار، ويكرس أيضا لغياب الدولة".