"بيروت تبكي" بعدما أصابها زلزال كبير ناجم عن انفجار ضخم في مرفأ العاصمة لم تشهد له مثيلاً حتى في عز أيام الحرب، وقد وصف محافظ بيروت القاضي مروان عبود ما حلّ بالعاصمة اللبنانية بأنه "نكبة أشبه بهيروشيما" تسبب في دمار كبير، فضلاً عن أضرار كثيرة في مختلف أرجاء العاصمة. وذكرت المعلومات أنّ "الإنفجار أسفرَ عن سقوط عددٍ من الشهداء من بينهم الأمين العام لحزب الكتائب نزار نجاريان فضلاً عن العديد الجرحى، وقد أطلقت المستشفيات نداءات التبرع بالدم لهم، كما ناشدت الأجهزة الطبية نقل الجرحى إلى خارج مستشفيات العاصمة بعدما أصبحت مستشفيات العاصمة ممتلئة. وتقول المعلومات الأوليّة أن "انفجاراً وقع داخل العنبر رقم 12 بالمرفأ وتحديداً داخل مخزن للمفرقعات وقد تبعه انفجار كبير، وتأكد لاحقاً أنّ ما حدث هو عبارة عن انفجارين متتاليين". وقالت المصادر أنّ "حريقاً أولياً نشب داخل المرفأ، وقد هرعت عناصر من فوج إطفاء بيروت لإخماده، وربّما تكون النيران قد وصلت إلى مواد شديدة الإنفجار، الأمر الذي أسفر عمّا حصل". وقال المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم خلال تفقدّه مكان الإنفجار أنّ "الكلام عن مفرقعات مثير للسخرية"، مؤكداً أنّ "الأجهزة الأمنية تحدد طبيعة ما حصل"، وأضاف: "ننتظر التحقيقات ليتبين ما حصل، ويبدو أن الإنفجار وقع في مخزن لمواد شديدة الإنفجار مصادرة من سنوات". إلى ذلك، ذكرت قناة ال"LBCI" أنّ "المواد التي تحدث عنها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، هي مواد نيترات الصوديوم شديدة الانفجار صودرت من على باخرة منذ أشهر وكان من المفترض أن يتمّ تلفها". بدوره، قال وزير الداخلية محمد فهمي خلال تفقده مرفأ بيروت برفقة رئيس الحكومة حسان دياب أنه "يجب انتظار التحقيقات لمعرفة سبب الانفجار"، وقال: "المعلومات الأولية تشير الى مواد شديدة الانفجار تم مصادرتها منذ سنوات انفجرت في العنبر رقم 12". في السياق ، أوضح مدير عام الجمارك بدري ضاهر في حديث عبر "الجديد" أنّ "عنبر كيماويات انفجر في مرفأ بيروت". وأدى الإنفجار إلى أضرار هائلة في مختلف أنحاء مدينة بيروت، بدءاً من محيط المرفأ وصولاً إلى وسط بيروت والسراي الحكومي ومطار بيروت، وفردان والحمرا وغيرها. وتفقد محافظ بيروت مروان عبود مكان وقوع الإنفجار، كاشفاً عن "فقدان الاتصال ب10 عناصر من فوج أطفاء بيروت كانوا توجهوا الى المكان لاخماد الحريق شبّ في الميناء"، مشيراً إلى أن "بيروت منكوبة وهناك دمار كبير وما حصل غير مسبوق". وعقب الإنفجار، أوعز وزير الصحة العامة حمد حسن لجميع المستشفيات بإستقبال الجرحى جراء انفجار مستودع المفرقعات على حساب وزارة الصحة العامة، كما أعلن مكتب وزير الداخلية محمد فهمي أنه "نظراً للحادث الخطير الذي شهدته العاصمة بيروت مساء اليوم ومواكبة لتداعياته والاضرار الكبيرة التي خلّفها يلغى العمل بمضمون القرار رقم 946 الصادر عن وزير الداخلية والبلديات والمتعلق بالاقفال العام". اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع.. وحداد عام وتابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تفاصيل الانفجار، وأعطى توجيهاته إلى كل القوى المسلحة بالعمل على معالجة تداعيات الانفجار الكبير وتسيير دوريات في الاحياء المنكوبة من العاصمة والضواحي لضبط الامن. كذلك، طلب عون تقديم الاسعافات الى الجرحى والمصابين على نفقة وزارة الصحة، وتأمين الايواء للعائلات التي تشردت نتيجة الاضرار الهائلة التي لحقت بالممتلكات. ومواكبة لتداعيات ما حصل، يعقد المجلس الأعلى للدفاع اجتماعاً مساء اليوم في قصر بعبدا، في حين أعلن رئيس الحكومة حسان دياب يوم غدٍ الأربعاء، يوم حداد عام على ضحايا الإنفجار. ضربة إسرائيلية؟ وفي البداية، تحدّث عدد من شهود عيان عن أنهم "شاهدوا طائرة في محيط المرفأ"، في حين تحدث آخرون عن "صاروخ استهدف المرفأ"، كما أشارت معلومات عن وجود صواريخ وذخيرة وأسلحة تابعة ل"حزب الله". وفي السياق، قال مصدر مقرّب من الحزب لقناة ال"OTV" أنه "لا صحة لكل ما يتمّ تداوله عن ضربة اسرائيلية استهدفت أسلحة تابعة للحزب في مرفأ بيروت". إلى ذلك، قال وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي أنّه "لا علاقة لنا بإنفجار بيروت". البنتاغون يعلق من جهتها، أكدت المتحدثة باسم البنتاغون كوماندر جيسيكا ماك نولتي أنه تجري مراقبة تطورات الانفجار في بيروت، مشيرة إلى أنه "من المبكر التعليق". كذلك، قالت القيادة الوسطى الأميركية: "قلقون حيال وقوع خسائر بشرية كبيرة في انفجار بيروت ونتابع التقارير".