علق رئيس سلطة الانقلاب العسكري في مصر، عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، على اتهامات الفساد داخل الجيش، وإهدار أموال مصر التي كشف عنها الفنان والمقاول المصري محمد علي، وذلك في افتتاح المؤتمر الوطني الثامن للشباب. وانطلقت اليوم السبت، فعاليات المؤتمر الوطني للشباب في نسخته الثامنة والمنعقد بمركز المنارة للمؤتمرات بالقاهرة الجديدة، بحضور السيسي، وعدد من المسؤولين وكبار رجال الدولة، ومشاركة 1600 شاب، بحسب وسائل إعلام مصرية. وجاء رد رئيس سلطة الانقلاب، بعدما أثارت اتهامات محمد علي جدلا واسعا في الشارع المصري وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية. وبرر رده على الاتهامات قائلا: “جاءت بظروفها إني أتكلم في الموضوع ده”. وقال السيسي في كلمته بجلسة خاصة في المؤتمر حول ما ينشر من “أكاذيب ضد الدولة” إن “مخاطر الكتمان أكبر بكثير من السكوت، ومن أسبوعين هناك موضوع مستمر”، متسائلا: “أنتم مش (لستم) خايفين على جيشكم والضباط الصغار، أن يقال لهم أن قياداتكم ليست جيدة؟”. وأضاف: “كل الأجهزة (لم يسمها) قالوا لو سمحت لا تتكلم، لكن ما بيني وبين الناس هو الثقة، وأرفض أن يلعب أحد في تلك المنطقة”. وأردف: “فيه حد بيجي عاوز يشوهكم ويخوفكم ويقلقكم ويضيع القيمة العظيمة اللي بيعملها الجيش في مصر، عرفوه إن ده جيش مصر”، مشيدا ببطولات وإنجازات القوات المسلحة. وتابع: “مصر تكبدت تكاليف كبيرة خلال مواجهتها للجماعات الإرهابية، وانتو عارفين اليوم في سيناء بيتكلف كام؟ انتوا متعرفوش بيتكلف كام عشان احنا متكلمناش (..) لما تيجي تسيء لجيش مصر، يبقى عاوز توقع مصر، طب توقعها إزاي والدولة ماشية بالطريقة دي، مش هتقع مصر إلا لما جيشها يقع، طول ما هو واقف مش هتقع”. وذكر السيسي أن “كل المؤامرات التي وقعت بمصر في أعقاب 2011، كانت تستهدف القوات المسلحة ووزارتي الدفاع والداخلية، لأنهما القوى الحقيقية داخل مصر”، قائلا: “هناك دول متورطة في تكوين الجماعات الإرهابية، لاستخدامها في التأثير على المنطقة والعالم، لكنها أفلتت من سيطرتها، وأصبحت خطراً يتزايد عليها، لأن الإرهاب بات وحشاً أفلت من سيطرة الدول التي دعمته… والحراك الشعبي في مصر عام 2011 أنتج ضعفاً في قدرة الدولة على مواجهة التحديات، وفتح المجال للكيانات الإرهابية، في ضوء المؤامرة على وزارتي الدفاع والداخلية آنذاك”. ورد السيسي، على ما كشفه محمد علي بشأن إرجاء دفن والدته لحين الانتهاء من افتتاح قناة السويس رغم وفاتها قبلها ببضعة أيام قائلا: “لما يتقال إن حالة وفاة كانت موجودة في أحداث القناة ويتقال اتأجلت 3 أو 4 أيام لغاية لما نفتتح القناة، بقى الراجل ده يعمل في أهل بيته كده، نصدقه تاني؟”. وأضاف: “الناس بتسأل الراجل ده عمل المدفن ده، آه صحيح، طيب على حساب مين؟ الكلام ده بقول الأجهزة قالت نبوس إيدك متقولوش.. لا والله لازم أريح كل مصري، والله هذا كذب وافتراء.. مكنش مفروض نتكلم في النقطة دي”. وتابع: “كل الأجهزة قالولي لو سمحت متتكلمش، كادوا يبوسوا إيدي.. والنبي ما تعمل كده، قولتلهم اللي بيني وبين الناس هي الثقة، هما مصدقيني، أنا لو سكت عنها ده أخطر حاجة في الدنيا، كل ست كبيرة في السن بتدعيلي في البيت أسيبها إزاي محتارة تقول إيه الحكاية بتاعتك أنت إيه، أنت كده ولا كده، فعلا الحاجات اللي اتقالت دي انت عملهتا ولا معملتهاش”. وقال إنه وفريق عمله في الرئاسة يتناولون طعامهم على حسابهم الشخصي، لافتا إلى أن كل الهدايا التي وصلت له تم وضعها في متحف مقتنيات الرئيس. وأكد أنه “لن يخيفه أي حديث بالباطل ولن يرهبه”، مشددا على أنه “لن يسمح في مؤسسات الدولة بوجود شخص غير جيد”. وفيما يتعلق بإهدار أموال مصر في بناء قصور واستراحات رئاسية تلبية لرغبة زوجته انتصار، قال السيسي: “قصور رئاسية، أنا عامل وهعمل، هي ليا؟ أنا بعمل دولة جديدة”، مستطردا: ” هو محمد على بس هو اللى بيبني قصور”. وأضاف: “هوا فاكرين لما تتكلموا هتخوفوني ولا إيه؟.. لأ، أنا هاعمل واعمل واعمل.. بس مش ليا.. مفيش حاجة باسمي.. ده باسم مصر”. وأردف: “يا خسارة.. يا خسارة، أنا مش زعلان، لأني متوقع ده من أول ما توليت الأمر، اللي يهمني إن إنتم تكونوا مطمئنين.. متقلقوش مبنسمحش في مؤسسات الدولة يكون فيه حد مش كويس ويستمر معانا، ممكن يبقى في حد مش كويس وده أمر طبيعي لكن اللي مش طبيعي إننا نصدقه أو نشجعه أو نسيبه”