تعد ظاهرة السماسرة والنصابين مقترنة فقط بمباريات التوظيف في القطاعات العمومية وخاصة في سلك الأمن والجندية والتعليم وغيره،بل امتدت هذه الظاهرة الخطيرة إلى الجامعة عندما صرنا نسمع من أفواه العديد من الطلبة ممن اجتازوا اختبارات ولوج مسالك الماستر،أن هناك سماسرة من الطلبة وغيرهم يتربصون بالممتحنين ليوهمونهم بالنجاح بعد التدخل لدى اللجنة المكلفة مقابل مبالغ مالية باهظة. ولعل فضيحة أحد ماسترات جامعة فاس،قد كشفت بالملموس مدى الإمتداد الخطير لهؤلاء السماسرة والنصابين والمحتالين في هذا القطاع،حيث يستغلون تهافت وتوافد أعداد كبيرة على ولوج سلك ماسترات والدكتوراه بالجامعة،وخاصة عندما يكون فيه عدد المقاعد محددة سلفا لا يتجاوز في أحسن الأحوال أكثرمن ثلاثين مقعدا في كل سنة. وهنا يسيل لعاب السماسرة و النصابين والمحتالين حيث يستغلون الفرصة ويوهمون ضحاياهم من الطلبة والموظفين الراغبين في ولوج سلك الماستر ثم الدكتوراه بالتدخل وحجز مقعده مقابل مبالغ مالية تتراوح بين4 و6ملايين سنتيم،وخاصة عندما يكون العدد المطلوب أقل من العرض. وفي هذا الشأن وصل إلى علم الجريدة من خلال مصادرها أن موظفة مجازة ترغب في متابعة دراستها في سلك الماستر بجامعة ابن زهر بأكَادير،فاتصل بها سمسار،وأوهمها بالنجاح مقابل أن تمكنه من مبلغ ستة ملايين سنتيم على أساس تسليمها لأحد أفراد اللجنة المكلفة. هذا وعند استشارتنا لأحد أساتذة سلك الماستر بذات الجامعة في الموضوع ذاته،لم ينف وجود هذه الظاهرة،بل أكد أنها غزت للأسف الشديد القطاع وأصبحت رائحتها تفوح يشمها الجميع،وعلى رئاسة الجامعة وعمادة الكليات أن تأخذ المسألة بنوع من الحزم والصرامة وتحيل من تم ضبطه من الطلبة أوالأساتذة أو الموظفين أوغيرهم على العدالة إسوة بما وقع بجامعة فاس. ولذلك حذرمجموعة من أساتذة الماسترممن تم الإتصال بهم،الطلبة أو الموظفين المقبلين على اجتيازاختبارات ولوج سلك الماستر والدكتوراه من مغبة الوقوع في شرك السماسرة والنصابين كيفما كان وضعهم الإعتباري والذين أصبحوا يستغلون مثل هذه المناسبات،كما أسفنا القول،للبحث عن ضحاياهم. ولعل تحذير هؤلاء الأساتذة الشرفاء الغيورين على حرمة الجامعة،هو بمثابة دق ناقوس الخطرمما يتربص بالجامعة اليوم والتي كانت بالأمس وإلى حد الآن فضاء علميا وفكريا نزيها وشريفا،لأن بعض الفضائح التي ارتبطت بها رغم قلتها،وكما حدث بجامعتي تطوانوفاس،تجعل هذا التحذير اليوم يكتسي أهمية قصوى صونا لكرامة الجميع:طلبة ممتحنين وأساتذة وإدارة.