تُوفي،أمس الأربعاء، مؤسس “الجبهة الإسلامية للإنقاذ” في الجزائر، عباسي مدني، عن عمر ناهز 88 عاماً، بالعاصمة القطرية الدوحة. وأكد عليّ بن حاج، نائب رئيس حزب الجبهة، في منشور على حسابه بموقع “فيسبوك”، وفاة “مدني”، الذي قاد حزبه للفوز في أول انتخابات تشريعية تعددية بتاريخ الجزائر عام 1991. ولم يدُم في حزبه طويلاً بعد الفوز، حيث أُلقي عليه القبض بأمر من الجنرال توفيق مدين وبموافقة الرئيس الجزائري السابق الشاذلي بن جديد، في مكتبه بمقر “الجبهة الإسلامية للإنقاذ”، في شارع خليفة بوخالفة بوسط الجزائر. وفي عام 1997، وُضع رئيس “الجبهة الإسلامية للإنقاذ” تحت الإقامة الجبرية قبل أن يُخلى سبيله تماماً في عام 2003. وسافر بعدها مباشرة للعلاج في ماليزيا، ثم انتقل للعيش بقطر.تقرير خاص اقرأ أيضاً ونشأ عباسي مدني في محيط محافظ يهتم بالتعليم الديني، في مدينة سيدي عُقبة بولاية بسكرة جنوبي الجزائر، ثم التحق في بداية الخمسينيات بثورة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي. وبعد استقلال الجزائر عام 1962، اعترض مدني على التوجه الاشتراكي للحكم في الجزائر، واحتكار حزب جبهة التحرير الوطني للعمل السياسي بالبلاد. وبقي بعد خروجه من البلاد رقماً مهماً في السياسة الجزائرية؛ نظراً إلى دور حزبه، الجبهة الإسلامية للإنقاذ، والتيار الذي ينتمي إليه، في الأحداث التي شهدتها الجزائر منذ إقرار التعددية في نهاية الثمانينيات.