في ظل الانفتاح والتغيير الذي تشهده المملكة والمخالف لما درجت عليه العادات في المجتمع، من المنتظر أن تفتتح الاثنين المقبل، أولى دور العرض السينمائية أبوابها، بمدينة جدة السعودية. وأعلنت السلطات السعودية هذا الموعد لافتتاح أول سينما في مدينة جدة الساحلية، في إطار خطتها الرامية لافتتاح نحو 350 دار عرض سينمائي في عموم البلاد بحلول عام 2030. ويأتي هذا الافتتاح عقب استقبال نائب أمير مكة بدر بن سلطان، مديرَ فرع الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع بالمنطقة حمزة الغبيشي، وفق الحساب الرسمي ل"إمارة منطقة مكة" على "تويتر". وفي أبريل 2018، افتتح وزير الثقافة والإعلام السعودي، رئيس مجلس إدارة هيئة الإعلام المرئي والمسموع عواد العواد، آنذاك، أول دار عرض سينمائي بالمملكة، وذلك في العاصمة الرياض، بعد حظر إنشاء دور السينما الذي استمر أكثر من 35 عاماً. ووقتها نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أن المملكة تخطط لإنشاء ما يقارب 30-40 دار سينما في 15 مدينة خلال السنوات الخمس المقبلة، إضافة إلى افتتاح ما بين 50 و100 دار سينما، في 25 مدينة بحلول عام 2030. وفي محاولته الساعية لإحداث تغيير بالمملكة، فرض محمد بن سلمان منذ توليه ولاية العهد، في يونيو 2017، حالة جديدة غير مسبوقة في المجتمع ببلاده؛ تجسّدت في انفتاح هائل بمجالات الموسيقى والغناء والمرأة، في حين قيّد من جانب آخرَ الأصوات التي ترفض هذا الانفتاح. سريعاً كان انتشار حفلات الرقص المختلط في السعودية، والتي وصفتها شبكة "بلومبيرغ" الأمريكية، في تقرير سابق لها، بأنها محاولة لإخفاء "الجانب المظلم" لولي العهد السعودي. فولي العهد دشّن منصبه بعدد من الخطوات المفاجئة؛ أكثرها جدلاً وانتقاداً كان اعتقال عدد كبير من الشخصيات البارزة، بينهم أمراء من العائلة الحاكمة وأثرياء. وأودع في السجون مجموعة من أبرز الدعاة السعوديين وأكثرهم شهرة على مستوى العالم الإسلامي؛ في خطوة هدفت إلى منع الآراء المضادة، وإن كانت تصدر من شخصيات دينية معتبرة. المملكة، ومن بين أبرز مشاهد الاختلاط غير المسبوقة، شهدت حفلاً صاخباً للنجم الموسيقي الشهير ديفيد جوتا، في ختام سباق للسيارات جرى نهاية العام الماضي. وسبقت هذا الحفل حفلات أخرى، وظهرت فتيات سعوديات في حالةٍ رَفَضَها السعوديون، بحسب ما عبّروا عنه في مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ كنّ يرقصن ويتمايلن مع الموسيقى. ودعم بن سلمان سلسلة قرارات قضت بالتخلّي عن عدد من القوانين والأعراف الرسمية التي اعتمدتها البلاد على مدار عقود، أبرزها السماح للنساء بقيادة السيارة، وكذلك دخولهن ملاعب كرة القدم، فضلاً عن إقامة عرض للأزياء وافتتاح دور سينما.