يسود استياء كبير وسط الأطر الطبية والتمريضية بمستشفى محمد الخامس بطنجة، بسبب عدم وقوف الإدارة مع موظفيها الذين يتعرضون لاعتداءات وتعنيف من طرف الزوار، وهي الحالات التي أصبحت تتكرر بشكل لافت للنظر في الآونة الأخيرة، وذلك في ظل نقص التغطية الأمنية المطلوبة في منشأة طبية كبيرة بحجم المستشفى الجهوي محمد الخامس، الذي يستقبل كل ليلة خلال فصل الصيف أكثر من 300 حالة في قسم المستعجلات. آخر حالة اعتداء جسدي طالت أحد الأطر الطبية بالمستشفى، تعرضت لها طبيبة داخلية نهاية الأسبوع الماضي، عندما هاجمها ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة، سيدة وشقيقاها، حيث تعرضت لضرب مبرح وتعنيف جسدي تسبب لها في خدوش في وجهها وعنقها، قبل أن يتدخل أعوان الحراسة الخاصة لحمايتها ووقف الاعتداء. وقع الحادث في ساعة تغيير المهام بين الأطر الطبية، عند الثامنة مساء، بعد 12 ساعة متواصلة من العمل، إذ فوجئت الطبيبة بامرأة تقتحم على الطبيبات والممرضات غرفة تبديل الملابس، وتطالبها بالإسراع لإسعاف طفلتها الصغيرة المصابة بعارض صحي، ولم تتقبل توضيحاتها بخصوص انتهاء دوام عملها، وأن هناك طبيبا آخر سيعوضها في الحين، وسيتكفل بتتبع الحالة الصحية لابنتها. وإثر تعريضها للضرب والتعنيف، حضرت الشرطة إلى عين المكان، ونقلت المعتدية إلى مصلحة المداومة، حيث جرى الاستماع إليها بشأن الاتهامات الموجهة إليها من طرف الطبيبة المعتدى عليها، والتي أصرت على متابعتها أمام القضاء، إلا أن الطبيبة فوجئت بتجاهل الإدارة قضيتها على الرغم من طلبها المؤازرة في القضية المعروضة على القضاء. خلفت امتعاضا وسط الأطر الطبية والتمريضية، الذين تضامنوا مع زميلتهم ضحية الاعتداء الجسدي، حيث عبر عدد منهم عن استياء الشديد من غياب الحماية الإدارية للعاملين، وذلك على الرغم من تحملهم معضلات المنظومة الصحية، ووجودهم في فوهة بركان غضب المواطن الناقم على ما يعتبره تدهور الخدمات الصحية، وتحميله الأطر الطبية مسؤولية ذلك.