كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن كارثة حقيقية وشيكة في اليمن، تتوقف على قرار من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن طلب تقدمت به كل من السعودية والإمارات خاص بحرب اليمن. وبحسب الصحيفة فإن الإدارة الأمريكية تنظر في طلب الإمارات تقديم مساعدة عسكرية مباشرة لانتزاع ميناء "الحديدة" اليمني، في منطقة باب المندب من قبضة جماعة "أنصار الله" اليمنية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن "المسؤولين السعوديين أكدوا للولايات المتحدة أنهم لن يتمكنوا من الاستيلاء على الميناء إلا بدعم من واشنطن". وحذر المسؤولون من أن هذه الخطوة "ربما تكون لها آثار كارثية على اليمن". وتفيد الصحيفة بأن وزير الخارجية الأمريكي مايكل بومبيو تلقى هذا الطلب الخاص بتقديم دعم عسكري يتمثل أساسا في تخصيص طائرات استطلاع أمريكية من دون طيار مخصصة للإسناد الجوي. وبررت أبوظبي والرياض هذا الطلب بأن إمدادات هذا الميناء مرتبطة بها حياة 29 مليون يمني بشكل مباشر، وفقا للصحيفة. وتقول مصادر الصحيفة إن الإدارة الأمريكية لم تتخذ بعد قرارا نهائيا بهذا الشأن، وذلك لوجود مخاوف من خروج العمليات العسكرية في ضواحي المدينة عن السيطرة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله في هذا الصدد: "لا تزال لدينا شكوك كبيرة بشأن العملية العسكرية في الحديدة، ولسنا متأكدين مئة في المئة من أن التحالف العربي عند الهجوم، سيكون قادرا على إنهائه بشكل نظيف من دون وقوع أي حادث كارثي". وقالت الصحيفة إن المسؤولين الرئيسيين في الإدارة الأمريكية، الذين شاركوا في النقاش، لديهم تحفظات بشأن توسيع المشاركة العسكرية الأمريكية في اليمن، لكن منهم من يرى قيمة في المساعدة. كما يقلق المسؤولون الأمريكيون أيضا من تأثير ذلك على التحركات الدبلوماسية الضعيفة لإنهاء الحرب، خصوصا في الوقت الذي من المفترض أن يقدم مارتن غريفيث، مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى اليمن، اقتراحه لإعادة إحياء محادثات السلام المحتضرة إلى مجلس الأمن الدولي في الأسبوعين المقبلين. وكانت القوات الحكومية المدعومة من السعودية والإمارات أعلنت الأسبوع عملية عسكرية على مدينة الحديدة. وتقع الحديدة على بعد 230 كيلومترا من صنعاء، التي سيطرت عليها "أنصار الله" في عام 2014. وتقود السعودية تحالفا عسكريا دعما لحكومة عبد ربه منصور هادي. ويتهم التحالف الحوثيين باستعمال ميناء الحديدة لشن هجمات على السفن وفي تهريب الصواريخ إلى المناطق التي يسيطرون عليها. وقتل نحو 10 آلاف شخص في اليمن منذ تدخل التحالف بقيادة السعودية في مارس 2015. وفتك وباء الكوليرا بنحو 2200 آخرين، بينما يوجد ملايين اليمنيين على حافة المجاعة، في أزمة إنسانية تصفها الأممالمتحدة بأنها الأسوأ. وحذرت الأممالمتحدة، الأسبوع الماضي، من أن أي محاولة للسيطرة على ميناء الحديدة سيحدث اضطرابا في توصيل المساعدات الإنسانية التي يصل 70 في المئة منها عبر الميناء.