يعد جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبير مستشاريه، واحدا من أكثر المطلعين على الموجز اليومي للرئيس الذي يحوي الكثير من الأسرار، لكنه فقد أخيرا حق الاطلاع على المعلومات المصنفة سرية للغاية في البيت الأبيض. وبحسب موقع "ذا إنترست"، فإن كوشنر لعب دورا كبيرا في ملف السياسة الأمريكية تجاه الخليج، بداية من الوقت الذي أعلن فيه عن ترقية الأمير محمد بن سلمان بدلا من ابن عمه محمد بن نايف وليا للعهد، بحسب ما يرويه مسؤول سابق في البيت الأبيض ومسؤولون حكوميون أمريكيون، رفضوا ذكر أسمائهم لحساسية القضية. ويقول المسؤولون، إنه في الأشهر التي أعقبت تنحية بن نايف، احتوى الموجز اليومي للرئيس على معلومات حول تطورات الوضع السياسي في السعودية، بما في ذلك مجموعة من أسماء أفراد العائلة المالكة الذين يعارضون تولي ابن سلمان ولاية العهد. في أواخر أكتوبر من هذا العام، أجرى جاريد كوشنر رحلة غير معلنة إلى الرياض، حيث ألقى القبض على بعض مسؤولي الاستخبارات بشكل مفاجئ، وظل يسهر مع ولي العهد حتى الرابعة فجرا عدة ليالٍ، يتبادلان فيها القصص واستراتيجية التخطيط"، بحسب "واشنطن بوست" في ذلك الوقت. لم يعلم ما دار بين كوشنر وولي العهد السعودي في الرياض إلا هما فقط، ولكن ولي العهد بعدها أخبر المقربين منه بأن كوشنر ناقش معه أسماء الأشخاص غير الموالين له، وفقا لما قاله ثلاثة مصادر على اتصال بأفراد من العائلات السعودية والإماراتية. وفي الرابع من نوفمبر، أي بعد أسبوع من عودة كوشنر إلى الولاياتالمتحدة، أطلق ولي العهد حملة ضد الفساد، وتم احتجاز العشرات من أفراد العائلة المالكة السعودية في فندق ريتز كارلتون الرياض. وكان المحتجزون من بين الأسماء التي وردت في "موجز الرئيس اليومي". ويقول التقرير إنه من المحتمل أن يكون ولي العهد محمد على علم بمعارضيه في الأسرة الحاكمة، فيما يقول مسؤول حكومي: "قد تكون لولي العهد أسبابه الخاصة التي تدفعه للتشاور ومشاركة المعلومات مع كوشنر، ولكن حتى لو لم يكن ذلك صحيحا، فمجرد ظهور كوشنر في الصورة، من شأنه أن يبعث برسالة قوية إلى حلفاء ولي العهد وأعدائه بأن أفعاله كانت مدعومة من قبل الحكومة الأمريكية". كان أحد الأشخاص الذين تحدث إليهم ولي العهد وأخبرهم بما يجري بينه وبين كوشنر، هو ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، وفقا لمصدر وثيق الصلة بأفراد الحكام السعوديين والإماراتيين، وتفاخر ابن سلمان حينها مع ولي العهد الإماراتي وغيره بأن كوشنر كان "في جيبه". ووفقا للتقرير، فإن الوصول إلى معلومات وأسرار الموجز اليومي للرئيس يخضع لحراسة مشددة، لكن ترامب يتمتع بالسلطة القانونية للسماح لكوشنر بالكشف عن المعلومات الواردة فيه، وإذا كان كوشنر ناقش الأسماء مع ولي العهد كتدبير معتمد للسياسة الخارجية الأمريكية، فإن هذه الخطوة ستكون تدخلا مذهلا في صراع قوى على أعلى المستويات في دولة حليفة. أما إذا كان قد ناقش الأسماء مع الأمير السعودي دون إذن رئاسي، فقد يكون قد انتهك القوانين الفيدرالية حول تقاسم المعلومات السرية، وفي 6 نوفمبر أي بعد يومين من حملة احتجاز الأمراء، غرد ترامب على تويتر مدافعا عنها. في الأشهر التالية، تم إجبار المحتجزين على التنازل عن أصول شخصية بالمليارات لصالح الحكومة السعودية. في حين زعمت صحيفة نيويورك تايمز في وقت سابق من هذا الشهر، أن واحدا من المعتقلين مات إثر تعرضه للتعذيب، وذكرت أن جثته أظهرت علامات على سوء معاملة، بما في ذلك رقبة "شوهت بشكل غير طبيعي كما لو كانت مكسورة" ، و"حرق علامات تبدو وكأنها صدمات كهربائية". في أعقاب تلك الحملة، اقترحت لجنة تنسيق السياسة التابعة لمجلس الأمن القومي أن يتدخل تيلرسون ويحاول مراجعة ولي العهد، وفقا لمسؤول سابق في البيت الأبيض ومسؤول سابق في وزارة الخارجية، لكن تيلرسون رفض، وقال إن القيام بذلك سيكون "بلا جدوى" بالنظر إلى أن كوشنر كان على اتصال مباشر مع ولي العهد. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، هذا الأسبوع، أن وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون قبل إقالته كان يتساءل محبطا: "من هو وزير الخارجية هنا؟". ويعرب كثير من المسؤولين الحكوميين الأمريكيين عن قلقهم من فترة طويلة بشأن تعامل كوشنر مع قضايا السياسة الخارجية الحساسة نظرا إلى افتقاره إلى الخبرة الدبلوماسية، كما أعربوا عن مخاوفهم من احتمال أن يحاول المسؤولون الأجانب التأثير عليه من خلال صفقات تجارية مع إمبراطورية عائلته العقارية.