الأنباط عرب بكل ما في الكلمة من معنى، وعلى هذا الأمر يقوم الإجماع قديماً وحديثاً، فموطنهم كان يسمى «العربية الحجرية» وأسماء الأعلام لديهم عربية (حارث – عبادة – مالك – قصي – جميلة)، ومعبوداتهم عربية (ذو الشرى واللات والعزى وهُبَل ومَناة). ويثبت هذا الأمر تيودوروس الصقلي وسترابون ، ويلمح إليه المؤرخ الروماني بلينيوس الأكبر ويكرر المؤرخ يوسفوس ذكر «العرب الأنباط»، وعندما يذكرُ أحدَ ملوكهم يسميه «ملك العرب». ومن الثابت اليوم أن الأنباط جاؤوا من قلب الجزيرة العربية واستقروا زمناً ما في الحجاز، وهناك من يرى أنهم حجازيون أصلاً يشاركون قريشاً في أكثر أسماء الأشخاص، وخطهم قريب جداً من خط كتبة الوحي، وأن القلم العربي مأخوذ من قلم النبط، وقد حلوا في موطن الأدوميين. اعتمد الأنباط على تجارة القوافل، واغتنوا وأسسوا مملكة مهمة، وكتبوا بالآرامية التي أخذوها غالباً عن الأدوميين، وكانت الآرامية لغة التجارة في غربي آسيا منذ مطلع الألف الأول قبل الميلاد، كما أنها أصبحت لغة بلاط الفرس الأخمينيين. ولاشك في أن الأنباط كانوا يتكلمون العربية فيما بينهم، ويذكر جان كانتينو أن لغة الكلام لديهم أخذت تؤثر تدريجياً في آرامية اللغة المكتوبة حتى آلت فيما بعد إلى عربية شبه كاملة في نص النمارة (شرق شهبا) للملك المعروف امرئ القيس.(منقول)