اختتم مهرجان موازين بكارثة إنسانية ، كان للإعلام المغربي الشجاعة ليعلن عنها ، فقد قتل 11 شخصا إثر تدافع في إحدى البوابات أثناء خروجهم من الحفل الذي أقامه المطرب الشعبي الستاتي بمنصة ساحة مولاي الحسن ، و كان من الضحايا 5 رجال و 4 نساء و طفلين ، بالإضافة لأكثر من 60 إصابة متفاوتة الخطورة ، و قد فتحت السلطات الأمنية تحقيقا في الموضوع لمعرفة ملابسات الحادث الأليم بالفعل. حاولت أن أستغل هذه الكارثة الإنسانية ، لأتحدث عن ضحايا من نوع آخر لمهرجان موازين، أنا لن أتحدث عن الأموال الباهضة التي تعطى للفنانين المشاركين بها من مختلف دول العالم، و عن الفضاء الخصب الذي توفره لتجار المخدرات و العاهرات و اللصوص لممارسة جرائهمهم، علاوة على ذلك كله لم يحترم منظموا المهرجان التوقيت المناسب لإقامته ، فإقامته في هذا الوقت بالذات المصادف لقرب امتحانات سلك الباكالوريا بسنتيها الاولى و الثانية و كذلك طلبة الجامعات و المعاهد يعد جريمة في حق هؤلاء ، يلهونهم عن دراستهم و لا يتركون لهم المجال للمذاكرة و الإعداد للامتحانات ، و هذا يطرح أكثر من سؤال ، هل توقيت هذه المهرجانات متعمد و مع سبق الاصرارا و الترصد ، أم أنه مجرد صدفة ، أنا متأكد أنه أمر مدبر، للأسف هناك أياد خفية لا تريد لأبنائنا أن يتفوقوا في دراستهم و لا يريدون لتعليمنا أن يكون على ما يرام، و خصوصا أن مهرجان فاس للموسيقى الروحية سيقام في نهاية هذا الشهر وسيستمر طيلة أيام امتحانات الباكاروريا، فأي فكر هذا و أي ثقافة هذه التي تجعل المسؤولين يفكرون في عقد هذه المهرجانات بمثل هذه الأوقات الحرجة و المصيرية و التي تحدد مستقبل أبنائنا التعليمي، أظن أن السلطات الأمنية لا يجب أن تفتح تحقيقا في قضية ضحايا الستاتي فقط، وإنما عليها أن تفتح تحقيقا آخر لتعرف من المسؤول عن إلهاء أبنائنا عن دراستهم و جعلهم ضحية لمثل هذه المهرجانات غير المشرفة للأصالة و التقاليد و الأعراف المغربية الأصيلة.