عندما انتشرت كالنار في الهشيم شائعة تقول إن سفاحا مراكشيا مصابا بداء السيدا حل بقلعة السراغنة يقوم بعد جرح يده بآلة حادة، بالاعتداء على الفتيات لنقل العدوى إليهن. كانت أخبار أخرى تتوارد عن اتصالات يجريها مسؤولون بالمنطقة الإقليمية للأمن لثنيهم عن إصدار بيان حول الوضع الأمني. وحتى عندما انطلقت عمليات التمشيط الأمني بأحياء قلعة السراغنة والنقاط السوداء أمنيا لتعيد نوعا من الهدوء النفسي إلى القلوب المفزوعة، كان هناك من يروج للسفاح لاعتداء وهمي على بنت أحد كبار المسؤولين بأمن المدينة. أمام هذه الشائعات وبدل أن تصدر المنطقة الإقليمية للأمن توضيحا أو بلاغا يوضح الأمور وينفي الشائعة ويشجع التلميذات على التوجه لمدارسهن بكل طمأنينة، اتجهت إلى المسار الخطأ ودخل بعض مسؤوليها في اتصالات مع بعض ” الفاعلين ” الجمعويين ” لإقناعهم ” بالعدول عن إصدار بيانهم وتلك حكاية أخرى. أحد المصادر أكد وجود نقاش حول الوضع الأمني مع الجهات الوصية، لكنه نفى أن تكون الجمعيات عدلت عن بيانها بضغط من هذه الجهات. وأرجع هذا العدول إلى انطلاق العمليات التمشيطية التي أعادت كثيرا من الأمور إلى نصابها، ولفسح المجال أكثر أمام رجال الأمن. المؤكد أن الاتصالات حدثت والمؤكد أن صاحبنا قد يكون واحدا فقط من عدد من المخاطبين الذين تم التواصل معهم بكيفيات مختلفة وبإشارات ورموز متعددة. المخيف في الأمر كله هو أن نصل إلى مقايضة أمن المواطنين في المدينة بعلاقات غير شفافة بين “المناضلين ” الجمعويين وبعض الأمنيين، وتبادل ” الخدمات ” بين الطرفين سيئد مفهوم الحكامة الأمنية قبل انطلاقتها ويقيم نوعا من ” الوشائج الخطيرة “. يجب أن نتفق أن مسألة الأمن لا مساومة فيها، ومن يضغط اليوم ببيانات أو بلاغات أو نداءات دون وجه حق فإنه يصطاد في الماء العكر، كما أن الأمني مدعو إلى الوعي باللعبة والتوجه إلى رسم صورة طيبة لمؤسسته وربط علاقات مواطنة مع الساكنة مباشرة، والإخوة في المجتمع المدني مطلوب منهم أن يعيدوا للأخير هيبته والتوجه إلى العمل الميداني بدل الغوص في ظلمات السياسة. الذي يوقع بيانا ضاغطا أو استفزازيا فقط ليقال أنه مناضل ” فقد قيل وماذا بعد؟ إنه يشبه الذي يدبج بلاغا تكسبيا أو رسالة مدح في غير موضعها ووقتها. المناضل الحقيقي هو الذي يحضر إلى مقر عمله قبل الوقت الرسمي، ويشرع في قضاء مصالح الناس بأريحية إلى حين مغادرته بعد انقضاء دوامه. المناضل الحقيقي هو الذي يسعى جاهدا لكسب رزقه بعرق جبينه دون وساطات ولا علاقات مشبوهة. المناضل الحقيقي هو الذي يسهر ويستيقظ قبل غيره ليحافظ على أمن المواطنين ويسعى جاهدا لاستتباب الهدوء حتى تتوفر أسباب الحياة. المناضل الحقيقي هو الذي يسعى بتحركاته كما بكلامه إلى قول الحقيقية كاملة ويسعى لتجسيدها بأنشطته. المناضل الحقيقي هو الذي يعمل جاهدا لتجاوز الأعمال البسيطة إلى أنشطة كبرى تحرك المغرب من الرتبة 130 في سلم التنمية البشرية. المناضل الحقيقي هو الذي يسعى بكل طاقته لتحرير المجتمع المدني والعمل الجمعوي من قيود السياسة لكي يصبح منتجا وفاعلا حقيقيا. المناضل الحقيقي هو ....هو ...وهو ...، فلينظر كل منا مكانه وسط هذه الصفات وما شابهها وما قاربها. وغير ذلك فإننا سنقع قي مصائب المجتمع الم(ت)دني ومنها التلاعب بأمننا.