رحبت فعاليات سياسية وأسر مغربية بقرار الحكومة اتخاذ إجراءات تطبيقية لمنع تدخين "الشيشة" في المقاهي والمطاعم والمحلات المفتوحة في وجه عموم الناس بسبب ما تم تسجيله من مخالفات أخلاقية وعواقب صحية خطيرة بسبب تعاطيها. وشدد نواب برلمانيون على ضرورة سن قانون واضح المعالم لمنع التدخين بصفة عامة، وتدخين الشيشة في المقاهي والمطاعم على وجه الخصوص، مع اتخاذ عقوبات زجرية قوية للمخالفين من أرباب المقاهي والزبائن أيضا. بالمقابل، تخوف عدد من أرباب المقاهي من تفعيل وتطبيق مثل هذا القرار بسبب ما اعتبره بعضهم "حربا" عليهم دون سبب منطقي، قد تؤدي إلى إفلاسهم التجاري نظرا لما يدره نشاط تقديم الشيشة للزبناء من أرباح مهمة لهم. "الحرب" على الشيشة وأكد وزير الداخلية المغربي الطيب الشرقاوي، لدى جوابه عن سؤال شفهي طرحه أخيرا فريق حزب العدالة والتنمية في البرلمان المغربي، أن السلطات المحلية عازمة على اتخاذ إجراءات تطبيقية لمنع تدخين الشيشة في المحلات المفتوحة للعموم. وأوضح الوزير المغربي أن منع استخدام الشيشة في المقاهي والمطاعم ستكون تحت طائلة الإغلاق في حالة إصرارها على قبول تدخين الزبائن للشيشة في فضاءاتها، مشيرا إلى أن ظاهرة استهلاك الشيشة رافقتها تصرفات تمس "بالأخلاق والصحة العامة". وسرد المسؤول الحكومي أرقاما تهم نتائج محاربة الشيشة بالمغرب خلال سنة 2009، حيث تم توقيف 667 شخصا وحجز 783 نرجيلة، وأغلقت السلطات الأمنية زهاء 241 مقهى بسبب استهلاك الشيشة. ورحب نواب برلمانيون باهتمام الحكومة بمنع تدخين الشيشة في المقاهي وحرصها على اتخاذ تدابير في سبيل تحقيق ذلك الهدف، الأمر الذي يعود بالنفع على المجتمع والأفراد صحة وسلوكا. واعتبر سعيد أمسكان، عضو حزب الحركة الشعبية، بأن الشيشة منتوج دخيل على المغاربة الذين عُرفوا بعاداتهم وأصالتهم، لكنه رغم ذلك انتشر بشكل كبير في المقاهي بالمدن الكبرى خاصة، مشيرا إلى أن مستهلكي هذه المادة هم في الغالب من القاصرين والقاصرات. وذكر المتحدث بأن حزبه سبق له أن دعا من خلال مشروع قانون للحد من استهلاك الشيشة وأدواتها، إلى ضرورة تطبيق عقوبات صارمة وزجرية في حق مستهلكي ومروجي الشيشة. ونادى المسئول الحزبي بسن قانون لمنع الاتجار في مادة الشيشة ومنع بيع المواد التي تدخل في صناعتها وتركيبها أيضا، لأنه يجب أن يوازي اجتهاد السلطات الأمنية في اقتحام هذه المقاهي منع الأدوات المرتبطة بها أيضا، والتي تنتشر بشكل لافت في المحلات العمومية. ولم تُخف أسر مغربية عديدة ارتياحها من إعلان السلطات المختصة عزمها على محاربة الشيشة، نظرا لأن جاذبية استهلاكها جر الكثير من الويلات على أبناء وبنات هذه العائلات.