يعيش المرفق الذي يُطلق عليه بجماعة "دار الكبداني" التابعة إداريا لعمالة إقليم الدريوش، تجاوزا ومجازاً ب"المركز الصحي" الاستشفائي، وضعا أقل ما يمكن وصفه به أنه كارثي بكل المقاييس، بالنظر إلى حالته المزرية، وهو ما يثير حالة من الاستياء والسخط العارمين لدى المرضى الوافدين على المرفق. ومن المشاكل الجمّة التي يتخبط فيها المركز الصحي بقبيلة "آيت السعيد"، ليس أولها جدرانه المتهالكة التي لم تخضع لأية إصلاحات منذ زمن بحاله، وليس ثانيها النقص شبه التام في الخدمات الصحية المقدمة للمرضى، ولا آخرها الغياب التام للمراقبة من طرف الأجهزة الوصية على القطاع. فالزائر لِما يفترض أن يكون منشأة صحية تسد حاجة الساكنة الماسّة إلى الصحة والتطبيب، يستشف بجلاء منذ الوهلة الأولى، حجم التهميش والإهمال التي يعيشه هذا المركز الاستشفائي، بإلقاء نظرة جانبية خاطفة على جدرانه المتهالكة وطلائها الباهت، وتجهيزات مرافقه التي آخذت في التلاشي والتلف دون إخضاعها لعمليات صيانة وإصلاح. وتعكس الحالة الكارثية التي تبدو عليها في الظاهر المنشأة الصحية بدار الكبداني، مدى رزاحة هذا المرفق التطبيبي تحت وطأة التهميش والإهمال، كما تعكس أيضا سوء الخدمات الصحية المقدمة للمرضى الذين يلجأ أغلبهم إلى مستشفيات خارج الإقليم طلبا للعلاج والتداوي، نتيجة غيابه في هذا المركز الذي يصلح لكل شيء إلا للعلاج والتطبيب.