ينافس الشريط الوثائقي "أنعاق" لمخرجه قاسم اشهبون، متحدر من الريف، عددا من الأفلام المشاركة في النسخة السابعة من مهرجان الذاكرة المشتركة المنظم بالناظور من 6 إلى 11 أكتوبر. وعرض "أنعاق" أمس الثلاثاء بالخيمة السينمائية بالناظور لأول مرة، بحضور عدد من المهتمين بالسينما و لجنة التحكيم المتكونة من متخصصين من دول عربية وافريقية و أوروبية إضافة إلى أمريكا اللاتنية. وقال "قاسم أشهبون"، مخرج الشريط الوثائقي "أنعاق"، ان هذا العمل السينمائي يروم توثيق ذاكرة هجرة الريفيين والمغاربة بشكل عام إلى الجزائر في فترة ما قبل الستينيات إبان الاستعمار الفرنسي، وكذا لفترة ما بعد استقلال الجارة الجزائرية. أشهبون في لقائه مع "ناظورسيتي"، أوضح أن أغلب المغاربة ما زالوا يحصرون هجرة سكان الريف في فترة ما بعد الستينيات، متناسين مرحلة مهمة تعود إلى ما قبل استقلال الجزائر، حيث سبق لمئات الأشخاص ان هاجروا للمنطقة للاشتغال في الضيعات الفلاحية ومزارع الفرنسيين. وختم ''هذا الفيلم اقدمه عربون تقدير وتكريم للجيل الاول من المهاجرين كونهم ضحوا بالكثير من أجل ضمان عيش أسرهم والمساهمة في تقدم المناطق المنحدرين منها وبناء اقتصاد المغرب‘‘. ويتضمن الفيلم الوثائقي (64 دقيقة) مشاهد تمثيلية وتصريحات لمجموعة من المواطنين والمواطنات الذين عايشوا تلك الفترة من تاريخ الريف المعاصر، والذي صور اغلب مشاهده بلدة ازلاف بقبيلة ايت توزين. الفيلم يدور حول مسار المغربي محمد الدرري، الذي لم يكن عمره يتجاوز 15 عاما عندما قام والده بارساله عام 1930 إلى الجزائر من أجل إعالة الأسرة، وهي قصة هجرة تعتبر نموذجا لالاف الريفيين الذي كانوا يعبرون الحدود المغربية الجزائرية كل عام من أجل العمل في ضيعات المعمرين الفرنسيين. ويشير هذا العمل السينمائي، أن العديد من المغاربة من شمال المغرب ومن سوس خاضوا تجربة هجرتهم لاول مرة إلى الجزائر التي كانت مستعمرة فرنسية منذ 1830، فبسبب الطلب المتزايد على العمال الاجانب في الجزائر، كان الالاف من الفلاحين يقطعون مئات الكيلومترات مشيا على الاقدام حتى مغنية وسيدي بلعباس ووهران للعمل في المزارع العصرية للفرنسيين. وفي أوائل أربعينيات القرن الماضي وبسبب سنوات الجفاف الرهيبة التي ضربت الريف ستقوم ألاف العائلات بالهجرة إلى الجزائر وتستقر هناك، لكن مع استقلال الجارة الشرقية سنة 1962 وعودة المعمرين إلى بلدهم، ستتوقف الهجرة المغربية وخاصة بعد اندلاع حرب الرمال سنة 1963 بين المغرب والجزائر بسبب الخلاف الحدودي في منطقة فكيك و طرد أزيد من 45 ألف مغربي عام 1975. ويحاكي الشريط الوثائقي في قالب كرونولوجي وتاريخي بدايات مرحلة الهجرة الثانية للريفيين، حيث كانت الوجهة الثانية بعد الجزائر، صوب البلدان الأوروبية خاصة فرنسا وألمانيا و هولندا، واختارت مئات العائلات و الأفراد الاستقرار في هذه البلدان للعمل بها بهدف توفير الدخل القار وإعانة أسرهم في الريف.