ضمن سلسلة البرامج الهادفة إلى الرفع من مستوى أداء النسيج المدني و المتدخلين في تدبير الشأن العام على الصعيد المحلي. إلتأم بفاس على مدى يومين 80 فاعل مدني و منتخبين وأطر و خبراء و متخصصون ضمن فعاليات ملتقى نظمته حركة بدائل مواطنة تحت عنوان - مساهمة المجتمع المدني ودوره في بلورة وتتبع برامج العمل والتنمية المحلية - وهي محطة توخت منها الجهة المنظمة خلق فضاء تشاوري لتبادل الآراء حول مجموعة من التجارب الحية في مجال إعداد برامح عمل الجماعات الترابية و الوقوف عند المنهجية المعتمدة فيما يتعلق بتنزيل آليات الديمقراطية التشاركية و مدى مساهمة و حضور المحتمع المدني في الفعل التشاركي من خلال كل مراحل إعداد برامج العمل. وشكل الملتقى موعدا هاما تابع من خلاله المشاركون و المشاركات جملة من العروض أطرها متخصصون في مجال التنمية و فاعلون منتخبون و مدنيون منها العرض الإفتتاحي للأستاذ محمد بومليك تمحور حول موضوع "إعداد برامج التنمية الترابية بين المقتضيات الدستورية والقانونية ومتطلبات الحكامة"، إضافة إلى عرض هام لمستشار برنامج دعم المجتمع المدني بالمغرب الأستاذ الطاهر برادة سلط فيه الضوء على مخرجات نتائج الاستمارة التي شملت الجماعات الترابية الشريكة في هذا البرنامج، حيث توقف عند مجموعة من الخلاصات التي تبرز طرق و ظروف إعداد برامج عمل الجماعات المعنية بالإستمارة التشخصية كما تطرق الأستاذ عبد الكبير الجميعي في عرضه إلى الأدوار الدستورية لهيئات التشاور والمجتمع المدني في مقدمتها المساهمة في إعداد المخططات التنموية الترابية و تتبعها و تقييمها بشكل يضمن جودتها ويعزز من القوة الإقتراحية لمضمون وثيقة برامج العمل بعيدا عن تلك الصورة النمطية التي جعلت من المجتمع المدني أو الهيئات الإستشارية خصما و منافسا للمنتخبين. في نفس السياق جاء العرض الثاني للأستاذ عبد الكبير الجميعي في موضوع "تتبع وتقييم برامج الجماعات على ضوء دليل الحكامة المحلية" تضمن قراءة في هذا الدليل الصادر عن برنامج دعم المجتمع المدني بالمغرب و الذي يعتبر مرجعا موجها في مجال تدبير شؤون الجماعات الترابية. وبغية الإحاطة باشتغال هيئات التشاور، تابع الحاضرون عروضا موجزة حول تجربة هذه الهيئات على مستوى حهة طنجة/تطوان/الحسيمة وجهة فاس/مكناس و جهة الشرق بالإضافة إلى جماعات الحاجب و الدخيسة كما تم إستعراض تجربة الجماعات الترابية في إعداد برامج العمل من خلال تجربة جماعة المنزل التابعة لإقليم صفرو و جماعة سلوان بإقليم الناظور و جماعة رباط الخير، وجماعة غفساي بإقليم تاونات، بالإضافة إلى ذلك تم عرض تجربتي كل من حركة بدائل مواطنة و جمعية النخيل من مراكش. ليختتم الملتقى برفع توصيات من شانها الإرتقاء بالفعل التشاركي و تحسين دور و موقع الفاعلين المدنيين في صناعة القرار العمومي و تتبع السياسات المجالية وبناء أرضية متينة للثقة بين مختلف المتدخلين في مجال التدبير الترابي هذا وتجدر الإشارة إلى أن تنظيم هذا الملتقى تزامن مع وفاة مفاجئة لأحد أعمدة الفعل المدني الفقيد محمد أشيبان عضو حركة بدائل مواطنة الذي عرف بنضالاته و مواقفه الثابتة من أجل تأصيل و تحصين الممارسة الجمعوية و تمكينها من الموقع و المرتبة التي تستحقها، حيث شكل غياب المرحوم عن أشغال الملتقى صدمة مفاجئة لدى كافة أصدقاءه المشاركين و كافة أعضاء وأطر حركة بدائل مواطنة.