تصوير: محمد العبوسي إن الزائر لقصبة سلوان الاثرية التي تبعد عن مدينة الناظور ب9 كلم، سيغمره الأسى بدون شك بسبب التهميش الذي يعانيه تاريخنا وأعلامه من مجاهدينا المغاور، بفعل ما طال هذه المعلمة التاريخية من خراب واِهمال مما جعلها قاب قوسين أو أدنى من الاندثار. تعتبر قصبة سلوان من أهم المعالم التاريخية والاثرية التي يزخرها بها إقليمالناظور على غرار قصبة جنادة بفرخانة وقصبة زايو وكذا برج تازوظا المصنف ضمن المآثر التاريخية للمملكة، وتم تشييد القصبة من طرف السلطان العلوي مولاي اسماعيل "بغرض التحكم في قبائل بني يزناسن سنة 1676 م"، وفق ما أورده الزياني والذي تمكن من تحديد تاريخ تشييدها بدقة بناء على مصادره العلمية. وعرفت القصبة بعد ذلك عدة عمليات ترميم سنة 1771 في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان وسنة 1859 م تم ترميمها من جديد وهذه الفترة تزامنت مع ارسال كارلوس الثالث لفيالق الحماية الاسبانية من مليلية الى طنجة . وفي عهد مولاي الحسن الاول تم وضع جماية من الجند عددهم 500 رجل وارتفع بعد ذلك الى 1500 رجل في عهد مولاي عبد العزيز خلال فترة شق عصا الطاعة من طرف " بوحمارة " سنة 1905 ، واستقر بوحمارة في هذه القصبة ولم يغادرها الا بعد احراقها سنة 1908 م من طرف قبائل قلعية الثائرة عليه بسبب القمع الذي كان يمارسه ضدهم قبل ان يهرب الى مليلية . وتورد الروايات الشفهية التي تواترت بعد الحادث ان لهيب عنف بوحمارة مع شتى القبائل المحيطة بقصبة سلوان واقدامه على الاستيلاء على مخازنهم ومصادرتها وجرائم القتل التي نفذها ضد معارضيه ، تسبب في هيجان كبير لتك القبائل ضد بوحمارة ليتم القاء القبض عليه رفقة 400 من جنوده وصل 140 منهم احياء الى فاس بينما تمت تصفية الباقي ليتم بتاريخ 2 شتنبر 1909 تصفية الجميع وسحل بعضهم وتسلسمها الى الحيوانات المتوحشة وفق الروايات التاريخية في الموضوع في مشهد رهيب اثار صدمة لدى القنصليات الاجنبية انذاك . وهذا الفصل المختصر من تاريخ قصبة سلوان يؤكد بما لا يدع مجالا للشك الاهمية التاريخية الكبيرة لهذه المعلمة التي باتت في وقتنا الراهن عرضة للاندثار، ولا يسعنا في هذا المقام كمهتمين بتاريخ المنطقة وكمواطنين أيضا إلا المطالبة من الجهات المختصة باتخاذ التدابير اللازمة لترميم هذه المعلمة التاريخية التي تحكي فصولا مديدة من تاريخ المنطقة بعدما شهدت احداث مختلفة لكي تبقة في ذاكرة الاجيال الصاعدة . كما نتمنى أن تبادر وزارة الثقافة الى صيانة هذه القصبة التي تختزن جانبا من الذاكرة التاريخية للمنطقة ونامل ايضا ان يقوم المجلس البلدي لسلوان ايلاء العناية اللازمة لهذه القصبة على الاقل بالسهر على نظافتها وحماية البيئة المحيطة بها خاصة انها تحولت الى مطرح للنفايات من مختلف الانواع والاشكال . وتجدر الاشارة هنا إلى المواطنين القاطنين بهذه القصبة يعملون جاهدين على منع المواطنين من زيارة هذه القصبة بحيث قام احدهم بمنعنا من التصوير اثناء زيارتنا لها بطريقة فجة، وهكذا تتتظافر مختلف العوامل لطمس هوية هذه المعلمة التاريخية في ظل الصمت المطبق الذي لاذت اليه السلطات المعنية سواء المحلية او على المستوى الحكومي .