تفاعلاً مع قرار التنقيل الفعلي ل"السوق الأسبوعي"، المرحّل أخيراً إلى خارج مدينة العروي وإجلائه من مركز الحاضرة، مُنهياً بذلك جدالا واسعا حوله، واضعاً حداً لمسلسل من معاناةٍ شريحة واسعة من الساكنة، أعرب العديد من روّاد موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، المنحدرين من إقليمالناظور، سيما من بلدته الضاحوية العروي، عن عميق تأسفهم إزاء عزم المصالح المسؤولة على محوِ معلمة تاريخية عمّرت لما يربو عن قرنٍ ونيفٍ من الزمن. إذْ في هذا المنحى، عبّر الناشط صبحي بوديحي، بوصفه متتبعا للشأن العام المحلي، عن حزنه الشديد، بحيث قال في تدوينة مثيرة "حزين جدا لأن سوق الأحد بأعاروي، ملتقى العديد من قبائل الريف الشرقي، والذي شرع منذ 1908، تم توقيفه يوم 12/24/ 2017". ووصف بوديحي، يومه الأحد الفارط، الذي كان آخر يومٍ عرفت فيه المدينة توقفاً كاملاً لأيّ نشاط وحركية لسوقها الأسبوعي، ب"يوم لا يشبه غيره من الآحاد التي مضت، بعد قرنٍ وعشر سنوات"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن سوق العروي "ليس مجرد مجمعٍ تجاريّ فحسب، وإنما هو إرثٌ تاريخي وإنساني ثري وعريق جداً، تشترك فيه كل ساكنة الريف"، قبل أن يختم كلامه بالقول "للأسف إنهم مستمرون في محو ذاكرة الريف والريفيين". وأوضح ناشط فايسبوكي آخر، أن سوق الأحد بالعروي، بالإضافة إلى كونه يمثل إرثا تاريخيا وثقافيا، كان أيضاً مركزَ تلاقٍ بين مكونات قبيلة "آيت بويحي" الممتدة من منطقة صاكا إلى إقليم تاوريرت، وبين وأهالي القبائل المجاورة "إبظارسن، آيت سيدال، آيت سعيد" وأهالي الريف الشرقي عموما، يردف. وفي هذا السياق، طالب العديد من نشطاء المجتمع المدني، من المصالح المسؤولة، بضرورة الإبقاء على البوابة الرئيسية للسوق الأسبوعي بالمدينة، كمعلمة تاريخية وتسييجها على شاكلة مرفق عمومي مصغّر، وهو المشروع غير المكلف الذي لن يزاحم المؤسسة التعليمية المقرر إنشاؤها بعين المكان في مساحة وعائها العقاري، وذلك للحفاظ على رمزية المعلمة كإرث تاريخي مشترك، تختزن "تاريخ" مدينة العروي، على حد تعبير النشطاء.