لم يستقر رأيُ السلطات الإسبانية مليلية المحتلة، على أيّ قرار بعد، فبعد إعلانها إغلاق بوابتها الحدودية بصفة نهائية قبل أيام، مع الشروع في تنفيذ أجرءَتِه بشكل رسمي مطلع الأسبوع الجاري، عادت لتسارع إلى فتح أبوابها خلال اليومين الماضيين في وجه ما تصفهم ب"الحمالة"، الذين يشكلون المحرك الرئيسي، وراء قيام الحكومة الفيديرالية بالثغر السليب، باتخاذ قرارها المعلوم. وبعدما تنفس محترفو التهريب المعيشي الصعداء، مع قيام السلطات الإسبانية بفتح أبواب معبر حاضرة مليلية، طيلة اليوميْن الفارطين، مما إنتعشت معها الحركة التجارية وبخاصة نشاط التهريب الذي يعتبر مصدر رزق آلاف المواطنين المغاربة، عادت لنهج سياسية إغلاق الأبواب مجدداً، في قرارات متوالية تتّسم بالتذبذب والتردد. وفي هذا السياق، قالت مصادر من عين المكان، إنّه وبعد تعمد الشرطة الإسبانية فتح البوابة الحدودية السماح بالنسبة لمزوالي التهريب المعيشي، بولوج مليلية، سارعت فجر اليوم الأربعاء، إلى غلقها ثانيةً وذلك تحديداً في حوالي الساعة الرابعة صباحاً، بحيث استمر الأمر على حاله طيلة النهار وإلى حدود كتابة هذه السطور، ما تنج عنه ازدحام واكتظاظ شديدن على مستوى طول المنطقة الفاصلة بين معبريْ مليلية وبني أنصار، وسط تذمر الراغبين في العبور.