أديس أبابا: انتخاب لطيفة الجبابدي نائبة لرئيسة شبكة نساء إفريقيات من أجل العدالة الانتقالية    مغرب الحضارة زيارة الرئيس الصيني للمغرب عندما يقتنع الكبار بمصداقية وطموح المغرب    انخفاض مفرغات الصيد البحري بميناء الناظور    موتسيبي "فخور للغاية" بدور المغرب في تطور كرة القدم بإفريقيا    فتح بحث قضائي في شبهة تورط رجل أمن في إساءة استعمال لوازم وظيفية واستغلال النفوذ    إسبانيا...كيف إنتهت الحياة المزدوجة لرئيس قسم مكافحة غسل الأموال في الشرطة    كرة القدم النسوية... الناخب الوطني يوجه الدعوة ل27 لاعبة استعدادا لوديتي بوتسوانا ومالي    اعتقال الكاتب بوعلام صنصال من طرف النظام العسكري الجزائري.. لا مكان لحرية التعبير في العالم الآخر    وزير الخارجية السابق لجمهورية البيرو يكتب: بنما تنضم إلى الرفض الدولي المتزايد ل"بوليساريو"    المعرض الدولي للبناء بالجديدة.. دعوة إلى التوفيق بين الاستدامة البيئية والمتطلبات الاقتصادية في إنتاج مواد البناء    تيزنيت : انقلاب سيارة و اصابة ثلاثة مديري مؤسسات تعليمية في حادثة سير خطيرة    بعد متابعة واعتقال بعض رواد التفاهة في مواقع التواصل الاجتماعي.. ترحيب كبير بهذه الخطوة (فيديو)    الدار البيضاء.. حفل تكريم لروح الفنان الراحل حسن ميكري    محمد خيي يتوج بجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    مرحلة استراتيجية جديدة في العلاقات المغربية-الصينية    كأس ديفيس لكرة المضرب.. هولندا تبلغ النهائي للمرة الأولى في تاريخها        19 قتيلا في غارات وعمليات قصف إسرائيلية فجر السبت على قطاع غزة    النقيب الجامعي يكتب: على الرباط أن تسارع نحو الاعتراف بنظام روما لحماية المغرب من الإرهاب الصهيوني    مثير.. نائبة رئيس الفلبين تهدد علنا بقتل الرئيس وزوجته    الوزير برّادة يراجع منهجية ومعايير اختيار مؤسسات الريادة ال2500 في الابتدائي والإعدادي لسنة 2025    فولكر تورك: المغرب نموذج يحتذى به في مجال مكافحة التطرف    اختفاء غامض لشاب بلجيكي في المغرب    ترامب يعين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة في إدارته المقبلة    سبوتنيك الروسية تكشف عن شروط المغرب لعودة العلاقات مع إيران    محامون يدعون لمراجعة مشروع قانون المسطرة المدنية وحذف الغرامات    فعالية فكرية بطنجة تسلط الضوء على كتاب يرصد مسارات الملكية بالمغرب        ضربة عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية    "كوب29" يمدد جلسات المفاوضات    "السردية التاريخية الوطنية" توضع على طاولة تشريح أكاديميّين مغاربة    بعد سنوات من الحزن .. فرقة "لينكن بارك" تعود إلى الساحة بألبوم جديد    تخليد الذكرى ال 60 لتشييد المسجد الكبير بدكار السنغالية        الموت يفجع الفنانة المصرية مي عزالدين    وسيط المملكة يستضيف لأول مرة اجتماعات مجلس إدارة المعهد الدولي للأمبودسمان    طقس السبت.. بارد في المرتفعات وهبات ريال قوية بالجنوب وسوس    كيوسك السبت | تقرير يكشف تعرض 4535 امرأة للعنف خلال سنة واحدة فقط    عندما تتطاول الظلال على الأهرام: عبث تنظيم الصحافة الرياضية    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    موكوينا: سيطرنا على "مباراة الديربي"    مهرجان "أجيال" بالدوحة يقرب الجمهور من أجواء أفلام "صنع في المغرب"    افتتاح أول مصنع لمجموعة MP Industry في طنجة المتوسط    من العاصمة .. إخفاقات الحكومة وخطاياها        مجلس المنافسة يفرض غرامة ثقيلة على شركة الأدوية الأميركية العملاقة "فياتريس"    مندوبية التخطيط :انخفاض الاسعار بالحسيمة خلال شهر اكتوبر الماضي    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    القانون المالي لا يحل جميع المشاكل المطروحة بالمغرب    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سبتة ومليلية مغربيتان حتى الموت رغم مكائد إسبانيا
نشر في ناظور سيتي يوم 23 - 08 - 2010

حتى لا ننسى احتلال سبتة في 21 غشت 1415
سبتة ومليلية مغربيتان حتى الموت رغم مكائد إسبانيا. استقلال حتمي
رسالة متخيلة إلى عاهل إسبانيا وحكومته
أبوالقاسم الشبري
باحث أثري
([email protected])
جلالة الملك جوان كارلوس الأول، ملك إسبانيا
فخامة الوزير الأول الإسباني رودرغيز زاباطيرو،
أنا إنسان بسيط، مسؤول بوزارة الثقافة المغربية ورئيس جمعية وطنية للأثريين والأنتربولوجيين المغاربة وعضو لجنة وطنية لحزب يساري. وأفضل أن أبلغ سيادتكم هذا الحلم الذي راودني بصفتي مواطنا كونيا، كباحث أثري مغربي خضت في تاريخ بلدي وغيره وتخصصت منذ 1991م في دراسة التراث المغربي البرتغالي المشترك واستلهام دروسه. وترافق كل ما سبق مع زيارات عديدة لبلدان أوربا وأفريقيا وكندا، ولذلك فأنا إنسان جد منفتح وكوني حقا. ولأنني من بلد تضرب فيه الملكية جذورها لآلاف السنين، فإني أشير إلى أنه رغم بعض العبارات المثقلة أحيانا فإن كل كلمة في هذه الرسالة/الرؤية هي عربون تقدير وإكبار ومحبة لشخصكم ولشعبكم الذي تجمعنا وإياه روابط دموية أصيلة وصداقات عريقة
أستسمحكم في مكاتبتكم اليوم لأقول بأني أعلم أنكم تعرفون أفضل مني أن سبتة ومليلية والجزر المحتلة بالساحل المتوسطي من طرف إسبانيا هي كلها مغربية أصيلة أبا عن جد. وأعرف أنكم تعلمون أنهم يكذبون أولئك السياسيون الإسبان وثلة من أشباه المثقفين حين يفترون على الأميين، وما أكثرهم، بالقول إن إسبانيا احتلت هذه المواقع والصخور قبل تشكل كيان الدولة المغربية، وهم يريدون يائسين أن يقنعوا جهلة أوربا وإسبانيا أن الدولة المغربية ظهرت إلى الكون ذات صباح من سنة 1956. فلنحاول هنا والآن أن نرى الأشياء ونصححها بشكل علمي بكل تجرد وبعيدا عن شوفينية الماضي
صاحب الجلالة، فخامة رئيس الحكومة الإسبانية، تعلمون جيدا أن
سبتة ومليلية وجزيرة ليلى وصخور الحسيمة والجزر الجعفرية وكل المواقع هي إفريقية منذ انفصال القارات ومغربية منذ العهد القديم لما قبل التاريخ.
• إسبانيا هي التي لم يتم إحداثها إلا مع آل هابسبورغ في 1512م (1516-1700) بعد أن مهد لذلك توحيد مملكتي قشتالة وأراغون سنة 1478م عقب زواج 1469 بين فرناندو الثاني الأراجوني وإيزابيل الأولى القشتالية والمتهمين معا من طرف الإنسانية جمعاء بتعذيب وإبادة اليهود والمسلمين في محاكم التفتيش (بين 1478-1480 وعقب 1492).
• في 1516م (1517) فقط تم تنصيب أول ملك إسباني على العرش هو شارل الأول (شارل كوينت) بينما ملوك المغرب تم تنصيبهم أربعة قرون على الأقل قبل ميلاد المسيح عليه السلام.
• لم يتم توحيد كل الممالك والأطياف تحت راية الدولة الإسبانية إلا في القرن الثامن عشر الميلادي، بينما توحدت الممالك الأمازيغية بالمغرب وشمال إفريقيا منذ العهود العتيقة وحكمت لمدة طويلة كل البحر المتوسط ووقفت ندا شرسا أمام أثينا وروما العظيمتين.
• الملوك الموريطانيون (الموريون) والنوميديون الأمازيغ باغا وبوكار وبوكود وبوخوس الأول والثاني وماسينيسا ويوغرطة ويوبا الأول والثاني وبطليموس وقبلهم آخرون أسسوا المملكة المورية المغربية. ولم تتعطل مملكتنا إلا لفترة وجيزة مع الرومان (من 40م إلى القرن الرابع الميلادي) لتعود إلى استقلالها مع إمارات محلية ثم الأسر المغربية الحاكمة من الأدارسة إلى العلويين، أي من القرن الثامن إلى اليوم مع جلالة الملك محمد السادس أطال الله عمره وسدد خطاه.
• 1956م تشكل سنة استقلال المغرب من براثن الاستعمار الغاشم الفرنسي-الإسباني الذي جثم علينا رسميا في 1912 عقب مؤتمر الجزيرة الخضراء السيئ الذكر وذلك في خضم الهجمة الإمبريالية الأوربية الشرسة واللاإنسانية على العالم. وحين نفت فرنسا محمد الخامس في 20 غشت 1953 فقد كان سلطانا شرعيا للمملكة المغربية الشريفة وليس حاكما للرباط أو أكادير. وفي 1921 هزم المغرب جيوشكم في معركة أنوال فاستعملت إسبانيا أول مرة في التاريخ السلاح الكيماوي بكل نذالة وحيوانية. ولذلك ننتظر اعتذارا رسميا من إسبانيا الديمقراطية مع جبر الضرر الجماعي.
• مملكة قشتالة العظمى، وليست مملكة إسبانيا التي لم تكن قد ولدت، هي إذن من احتلت مليلية المغربية سنة 1497م وذلك عقب احتلال أصيلا وطنجة بين 24 و29 غشت 1471 من طرف ملك البرتغال ألفونس الخامس (ألفونس الإفريقي).
• ملك البرتغال هو من احتل سبتة المغربية في 21 غشت 1415م ثم القصر الصغير في 23 أكتوبر 1458 إبان هوان الدولة المرينية الضعيفة أصلا وخليفتها الأسرة الوطاسية المتهالكة. كان الهدف هو اجتثاث قاعدة دعم مسلمي الأندلس والتي كانت تشكلها مدينة سبتة أساسا، ولذلك فاحتلال هذه المدن سهل احتلال جزر الكناري ومهد لطرد آخر المسلمين من الأندلس سنة 1492 لتنطلق بعدها جيوش الإسبان لإبادة هنود أمريكا الشمالية والجنوبية واستعباد الأفارقة.
• منذ 1415 وإلى حدود القرن التاسع عشر لم يتوقف المغرب عن مهاجمة ومحاصرة سبتة ومليلية دون التمكن من افتكاك أسرهما. ولم نفاجأ اليوم بمطالبتكم من طرف الوزير الأول المغربي أمام برلمان الأمة بإرجاعهما إلى الوطن الأصل : المغرب، وهو ما تدعو إليه كل الأحزاب السياسية منذ استقلال المغرب وحتى خلال فترة المقاومة والتحرير في القرن العشرين.
• مملكة إسبانيا الفتية ورثت كل المواقع البرتغالية المحتلة حين ضم الملك فيليب الثاني سنة 1580 إلى عرش إسبانيا مملكة البرتغال بعد الهزيمة المدوية للملك سباستيان يوم 04 غشت 1578 في المعركة الكونية المسماة وادي المخازن (الملوك الثلاث) حيث شاركت عدد من الدول الأوربية بجيوشها وخبرائها مع سباستيان المقدام والمغامر والذي تلقى، كما هي العادة في كل غزوة، التزكية البابوية من طرف بابا روما.
• إسبانيا خانت أختها البرتغال يوم احتفظت لنفسها بسبتة المغربية-البرتغالية عقب استرجاع البرتغال لعرشه وكل مستعمراته في 1640. في هذه الفترة بالضبط كان المغرب يعيش مخاض مبايعة الأسرة العلوية الشريفة ومقاومة الدلائيين ففاتته فرصة تحرير الثغور من براثن الاحتلال. (بين حوالي 1520 ومارس 1769 حرر السعديون والعلويون اتباعا الصويرة وأكوز وأكادير وأزمور وآسفي والقصر الصغير وأصيلا والعرائش والمهدية وطنجة ومازغان/الجديدة).
• في حملاته على المغرب كان البرتغال في صدام ومواجهة مع مملكة قشتالة، وليس مع مملكة إسبانيا التي لم توحد بعد، وكانا دائما يحتكمان إلى بابا روما الذي أشرف على تقسيم الكعكة الإفريقية وضمنها المغرب وأشرف على كل الحملات التي استهدفت بلدان العالم الإسلامي. ثم ادعى أجدادكم أنهم قاموا بالحملات الاستكشافية الجغرافية الكبرى، وهذا افتراء تاريخي واضح.
• بإشراف البابا وقعت مملكة البرتغال وقشتالة للفصل في غزوهما لإفريقيا عدة اتفاقيات أهمها اتفاقية ألكاسوفاس (القصبة - 1479) وطليطلة (1480) وطورديسياس (1494) وسينترا (1509) وكانت هي الحاسمة. هكذا كان نصيب البرتغال سبتة والقصر الصغير وطنجة بالبحر المتوسط وكل الساحل الأطلسي المغربي إلى رأس بوجدور بالصحراء المغربية الذي وصله البرتغاليون سنة 1434 (بعده الرأس الأخضر والباقي). بينما كان نصيب قشتالة مليلية والجزر والصخور وجبل طارق بالساحل المغربي وكذا مدن ومواقع ساحل الجزائر وتونس وبلدان الهنود الحمر المغلوبين على أمرهم. وهناك ظفر إخواننا البرتغاليون بالبرازيل.
• طارق بن زياد المغربي غزا شبه الجزيرة الإبيرية سنة 711م ليضع حدا للفيزيقوطيين الذين ليسوا إبيريين ولا إسبان البتة.
• المرابطون والموحدون وبشكل أقل المرينيون، وهم كلهم مغاربة تربعوا على إبيريا (إسبانيا والبرتغال اليوم) بين 1086 وأواسط القرن الرابع عشر الميلادي. وهناك ابتكروا وأغنوا مختلف العلوم وشيدوا وبنوا وطوروا بلدكم ومدنوا شعبكم ولقنوه الآداب والأخلاق الراقية في زمن كانت أوربا كلها تقبع في دهاليز الجهل وسلطة الكهنة الخرافيين المتخلفين. ونحن اليوم لا نطالب باسترجاع مدننا الأندلسية، نريد فقط سبتة وأخواتها المغتصبة.
• حين كانت الطوائف والإمارات المسيحية ببلدكم في العصر الوسيط تتلمس بعناء طريقها إلى الاستقلال والوحدة، كان المغرب أضحى إمبراطورية محورها مراكش وتمتد من حدود بلدكم مع فرنسا إلى نهر السينغال وتضم شرقا بلاد تونس والجزائر حاليا. يومها لم تكن حدود بيننا وكان الحديث عن بلد واحد هو المغرب الكبير وعاصمته مراكش، ولفترة قصيرة مدينة فاس.
• بعد 1492 وطرد المسلمين واليهود وتعذيبهم على يد إيزابيل الكاثوليكية، ظلت الإمبراطورية المغربية إلى حدود القرن 19م مترامية إلى كل بلاد السودان (دول الساحل والصحراء اليوم) وعاصمتها مراكش أو مكناس، وحيث كانت تلكم الشعوب تبايع سلاطين المغرب وتتبرك بهم.
• المغرب هو البلد الإسلامي الوحيد الذي لم يخضع للإمبراطورية العثمانية ولم يدع لسلاطينها في الجوامع وفي خطب الجمعة.
• المغرب هو أول بلد في الأرض اعترف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية وجورج واشنطن لأن المغرب كان بلدا مستقرا وقويا وصاحب علاقات دبلوماسية كبيرة وإلا لما قام جورج واشنطن باستعطاف سيدي محمد بن عبد الله (1757 -1790) ناعتا إياه بالإمبراطور بأن يقنع باقي الملوك بالاعتراف باستقلال بلده الضعيف والفتي كما قال في رسالته إلى الإمبراطور العظيم. ولم يتوقف جده الأغر مولاي إسماعيل (حكم من 1672 إلى 1727) عند محاصرة سبتة ومليلية، بل هاجم أجدادكم في وهران وفشل في افتكاكها.
• معركة إيسلي الغاشمة (1844) ومعركة تطوان الظالمة (1859 – 1860) فتحتا الباب لإسبانيا لاحتلال الصحراء المغربية بالجنوب حوالي 1884 حيث باركت حمايتها عليها أربعة عشرة دولة إمبريالية اجتمعت بدعوة من بيسمارك العظيم في مؤتمر برلين (1884 – 1885). واليوم نرى الإسبان لا يستحيون من دعم جبهة البوليساريو والجمهورية الوهمية التي تؤويها عساكر ومخابرات الجزائر فوق تندوف التي كانت دوما مغربية منذ فجر التاريخ. ويعلم الجاهل قبل العالم أن فرنسا هي التي اقتطعت من المغرب لفائدة الجزائر تندوف وبشار (كولومبشار) وتميمون وتامنتيت وغيرها من شريط الصحراء الشرقية المغربية التليدة. فخذلتنا الجزائر المستقلة.
• المغرب والمنظمات الرسمية العربية والإسلامية والإفريقية لم تعترف يوما بسلطة مملكة إسبانيا على سبتة ومليلية.
• لم يسبق لبلدكم ولقوانينه أن اعترف بإسبانية سبتة ومليلية والجزر لأن كل الإسبان يعرفون أنها لم تكن يوما لهم. وفي 1995 و2009 منحتم صفة المدينة المستقلة اتباعا لسبتة ومليلية لأنكم تعلمون أنهما لا يمكن أن تظلا تحت سيطرة إسبانيا إلى الأبد، ونحن نشكر ونقدر لكم كثيرا عدم اعترافكم بإسبانية المدينتين في كل قوانينكم ومواثيقكم وممارساتكم.
• المغاربة لا ولن يعترفوا بوثيقة الاتحاد الأوربي التي تجعل من سبتة ومليلية الحدود الجنوبية لأوربا، وهي وثيقة غير ذات قيمة قانونية إطلاقا. وأوربا هذه المتعجرفة والإمبريالية هي التي ساندتكم في حرب تطوان وفي احتلال الصحراء المغربية في القرن التاسع عشر وساندتكم في العمل المتهور لذلك الجبلي ضد جزيرة المعدنوس (جزيرة ليلى) سنة 2002م. ولولا التدخل الإيجابي لأمريكا لربما كانت الكارثة.
• لا يرهبنا ولن يثني المغرب عن المطالبة باسترجاع مدنه وجزره المحتلة لا استعراض القوة بجزيرة ليلى في 2002 ولا الزيارات الرسمية لسبتة ومليلية من طرف مسؤولين إسبان كبار كتلك التي قام بها الأسبوع الماضي ذاك الجبلي إلى مليلية المغربية المغتصبة.

صاحب الجلالة، فخامة رئيس الحكومة الإسبانية،
• مر التاريخ وندرسه فقط في الكتب، وهاهم المغاربة والبرتغاليون مثلا نسجوا علاقات ود واحترام وتقدير وحب متبادل تحركهم اليوم كأفراد عائلة واحدة. ونفس الحب والتقدير نتبادله مع الفرنسيين متناسين معا ويلات الاستعمار. وهكذا نتطلع لأن نكون مع إخواننا الإسبانيين لا أن نكون ذلك "المورو" في نظر ذاك الأوربي المتعجرف والمحكوم بالفكر الصليبي.
• لا يقبل المغاربة بتاتا إهانة علمهم الوطني وجواز سفر المغرب كما يرفضون قطعا تجسس طائراتكم فوق أقاليمنا الشمالية في خرق سافر ولا أخلاقي لكل المواثيق الدولية.
• يشجب المغاربة قاطبة ويرفضون بشكل قطعي تحويل المغرب إلى ورقة انتخابية ولعبة سياسوية إسبانية داخلية.
• يبدو أن النظام التعليمي الإسباني تم إقراره بفكر محاكم التفتيش (وأوربا لا تختلف عنكم مع الأسف). المدرسة هي التي تربي روح الوطنية في الفرد، لكنها أيضا تغرس فيه نبل احترام الآخر. وللأسف فتعليمكم ووسائل إعلامكم ولدوا الضغينة واحتقار "المورو" بدل زرع الحب. ولذلك نفهم تصرفات الحرس المدني الإسباني.
• التصرفات الوحشية والعنصرية لعناصر الحرس الإسباني في إسبانيا وخاصة بالمدن المحتلة ضد المغاربة والأفارقة هي بغيضة ومرفوضة ولا تليق ببلد عريق كإسبانيا. ونحن في المغرب نعرف أن إسبانيا كانت ما قبل 1986 بلدا فقيرا وبئيسا ولم يكتمل تحضره بعد. ولذلك شاهد العالم وحشية إيل إيخيدو والجزيرة الخضراء وغيرها. وليس مغاربة وأفارقة إسبانيا وحدهم من يعانون البطش والحيف، بل حتى مغاربة العالم يعانون الويلات والحنضل وهم يقطعون بلدكم الرائع إسبانيا في رحلاتهم بين بلدهم الأمين الحنون المغرب وبلدان إقامتهم ولا أحد يتحدث عن مآسيهم. وقد عشت شخصيا بعضا من هذه التجارب ولم أتحدث عنها يوما. ونحن نعامل مواطنيكم بتقدير وإكبار.
• تصرفات الحرس الإسباني تضع التعليم والإعلام الإسبانيين موضع تهمة إفراز عينات غريبة من البشر. ولذلك نتساءل من أية طبقة اجتماعية يتم توظيف عناصر الحرس المدني والجمارك. نحن الأثريون لنا كلمة تقنية لذلك وأترفع عن ذكرها احتراما لكل المهن والحرف ولكل الشعوب.
• الميز العنصري والحيف الثقافي والتضييق على العمل الجمعوي بسبتة ومليلية بلغوا حدا خطيرا منذ سنوات عديدة وطويلة. مغاربة سبتة ومليلية محرومون من حقوق تكفلها قوانين ومواثيق الأمم المتحدة وأجهزتها من منظمة العفو الدولية واليونسكو وكل المؤسسات والمواثيق التي وقعت عليها إسبانيا والمغرب. والغريب هو أن إسبانيا بلد نموذجي في الديمقراطية عالميا بينما ممارسات سلطاته بالمدن المغربية المحتلة تقارب ممارسات الكيان الصهيوني بفلسطين، تلك الأرض المحتلة والمغتصبة هي الأخرى في 1947 كأخواتها سبتة ومليلية في 1415 و1497م.

صاحب الجلالة، فخامة رئيس الحكومة الإسبانية،
تمسكا بحب السلم وروابط الدم اللذان يجمعان شعوب البلدين، ومن أجل وضع حد لكل هذه الإنفلاتات والانزلاقات اللاأخلاقية وبهدف نبذ العنجهية الأوربية، اسمحوا لي أن أدعوكم بالعودة جديا إلى مقترح المرحوم الحسن الثاني طيب الله ثراه والذي أظن يتبناه كذلك صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله. أرجعوا إلينا كل أراضينا المحتلة من فضلكم وسيحفظ لكم المغرب مصالحكم الاستراتيجية. وإذا كان هذا الكلام يلزمني لوحدي، فإني أرى أنه يمكن للمغرب ربما أن يمنحكم امتيازات خاصة في الاستثمارات بالمملكة وكذا في مجال الصيد البحري، الحب الأبدي لرجال الأعمال والبحارة الإسبان. شعوب البحر هي وحدها من تعرف خبايا البحار وحلاوتها
صاحب الجلالة، فخامة رئيس الحكومة
إن المغاربة مطمئنون لحسن الجوار الذي يجمعنا وللحب الأحادي الجانب الذي يكنونه لإخوانهم الإسبان، ولا غرو في أن يهتف بعضهم "عاشت إسبانيا" يوم فاز بلدكم بكأس العالم، ولم يتابعوا أمام محاكم المملكة. إننا أشد ما يكون الفخر بالعلاقات الأخوية المتميزة التي تجمع العائلتين الملكيتين الكريمتين بالمغرب وإسبانيا. نحن معتزون فخورون ونحن نسجل مواقف نبيلة وعلاقات متينة مع نظرائهم المغاربة لدى أحزاب سياسية إسبانية وحكومات مستقلة ولدى بعض المثقفين والجمعيات غير الحكومية، ولنا كثير من الأصدقاء الإسبان، وهذا يثلج الصدر حقا. إننا سعداء جدا لكون المغاربة لا يستسلمون لهيجان العواطف رغم كل معاناتهم المريرة بالشمال وبالصحراء مع جارتهم العزيزة إسبانيا. ونحن أكثر سعادة وشكرا لله لكون المغاربة يتركون التاريخ خلفهم وينظرون دوما إلى المستقبل بعقلانية وبرؤية تؤثثها الواقعية والإبداع والأخوة والمحبة والاحترام والتعاون بين كل الأمم والشعوب، تيمنا بسداد سياسة ملكنا الهمام وأسلافه الميامين واستلهاما لنظامنا التعليمي المتخلص تماما من ضغائن الماضي.
وفي الختام، تقبلوا أصدق عبارات ومعاني تقديري واحترامي
عاشت الأخوة المغربية-الإسبانية
عاش المغرب
عاش الملك محمد السادس
الجديدة : 22 غشت 2010م
توقيع : أبوالقاسم الشبري (باحث أثري)
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.