سجل المركز المغربي للإعلام الأمازيغي تراجع نسبة مشاهدة المغَاربة "بنسبة كبيرة" للأعمال الأمازيغية في القنوات والإذاعات العمومية، مشيرا إلى أن ما وصفها ب"رداءة المنتوج وضعف الأداء وغياب الإبداع" قد ساهمت في نفور المغاربة من الأمازيغية، فيما دعا المركز إلى "قطع الطريق أمام لوبيات الإعلام.. وكل من يستغل الإعلام الأمازيغي مطية لتحقيق المصالح الشخصية ومصدراً للريع". ووقف التقرير السنوي ل"وضعية الأمازيغية في الإعلام العمومي" على ما وصفها ب"اختلالات تمس البرامج الأمازيغية التي تبث بقنوات القطب العمومي"، رغم تأكيد وزارة الاتصال وفق دفتر التحملات على"اعتماد برمجة تعكس تنوع مقومات الهوية المغربية وتجلياتها.."، مع ضرورة بث برامجها باللغتين العربية والامازيغية وباللسان الحساني "مع الاستعمال السليم والمبسط للغة العربية والأمازيغية في البرامج الموجهة للأطفال والجمهور الناشئ والنشرات الاخبارية والبرامج الثقافية". على مستوى القناة الأولى رصد المركز عدم احترام بث 20% من برامج الأولى باللغة الأمازيغية، وقال: "عادة ما ثبت بعيدا عن مناطق الذروة.. وفي عمومها برامج معادة ومترجمة لا غير"، فيما تبث القناة الثانية "برامج مترجمة عن العربية، وحتى نشرات الأخبار بالأمازيغية هي نشرات مترجمة عن العربية دون تخصيص مقدم أخبار خاص بها"، أما قناة "الرياضية" فرغم التنصيص على بث نشرتين للأخبار في اليوم على الأقل ف"لا برنامج واحد باللغة الأمازيغية ضمن شبكتها". 0% من البرامج الأمازيغية هي نسبة البرامج الناطقة بالأمازيغية على "الرابعة" و"ميدي 1 تي في" و"العيون الجهوية" بحسب التقرير ذاته الذي أشار إلى أن اللغة العربية حاضرة بقوة في عدة برامج لقناة "تمازيغت"، وأن ذلك يتم "دون ترجمة وبشكل مستفز أحيانا"، وهو الوضع ذاته على مستوى المحطات الإذاعية، موردا مثال الإذاعة الأمازيغية التي "ما تزال تقدم برامجها بشكل تقليدي لا يرقى للمنافسة"، وإذاعة 2M التي "لا تتجاوز نسبة بثها باللغة الامازيغية ثلاثة دقائق يوميا، وتنحصر في نشرة الأخبار". وحول أهم الملاحظات المسجلة على برامج سنة 2014، توقف التقرير المذكور عند "ضعف المضمون والجودة في أغلب البرامج المقدمة والمواضيع المقترحة وضيوف الحلقات والطريقة الإخراجية"، فيما اعتبر أن طريقة البرمجة يشوبها "خرق واضح للالتزامات المتعاقد عليها بين القناة وشركات الانتاج"، موضحا أن أغلبها "ما تزال تعمل بمنطق : 'إنها فقط قناة تامازيغت'.. في تبخيس وتحقير واضح للمشاهد وللمشتغلين". ورصدت الوثيقة ذاتها أيضا "أخطاء في كتابة اللغة الأمازيغية بحروف تيفيناغ"، و"تكرار الأخطاء اللغوية من قبل المنشطين والمعلقين والصحفيين"، إلى جانب نقص وفصه بالكبير لدرجة الغياب في البرامج الحوارية وبرامج الأطفال.. مع "ضعف التجديد والعصرنة والابتكار في اخراج برامج القناة الثامنة" و"سهرات يغلب عليها طابع الفولكلور والبهرجة وتقزيم أصالة وتراث الوطن والمواطنين المغاربة". إلى ذلك، حمّل المركز المغربي للإعلام الأمازيغي مسؤولية ما وصفه ب"المستوى الضعيف والتراجع الخطير" لجهات متعدة، من بينها الحكومة والمجلس الأعلى للحسابات والهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، مشيرا إلى أن الواقع يبقى "نتيجة تراكمات سابقة وأخرى حالية تتحملها هذه الهيئات حسب أهميتها وقدرتها وسلطتها". ويوصي المصدر ذاته بالبدء الفوري في زيادة ساعات البث بالقناة الثامنة "تامازيغت"، واعتماد اللغة الامازيغية المعيارية في مختلف البرامج، إلى جانب "حماية حقوق المشتغلين في الاعلام الأمازيغي.. وصيانة كرامتهم وحقوقهم المشروعة لدى شركات الانتاج والمؤسسات الاعلامية الخاصة". المرابط وصبر المغاربة إبراهيم المرابط، رئيس المركز المغربي للإعلام الأمازيغي، قال في تصريح لهسبريس، إن صبر الجمهور المغربي بدأ ينفذ "خصوصا وأن قناته الأمازيغية الوحيدة ما تزال تعيش عدة اكراهات أهمها وأكبرها هو اقتصارها على 12 ساعة من البث المعاذ، منذ 2010 سنة إحداثها"، مشيرا إلى أن الواقع يأتي رغم "مضي أزيد من ثلاث سنوات على دسترة اللغة الأمازيغية لغة رسمية للبلاد، وبعد اصدار دفاتر التحملات التي أوصت منذ 2012على الانتقال بها للبث الدائم 24 ساعة/24". وزاد المرابط توضيحا أن ما وصفه بالوضع المتردي لا تعيشه فقط قناة "تمازيغت"، "بل الأمازيغية بصفة عامة بمختلف المنابر الاعلامية الرسمية الاخرى"، مشيرا إلى أنه ورغم أن دفاتر التحملات لسنة 2012 أوصت بضرورة تخصيص 20% من برامج القناة الاولى باللغة الامازيغية "إلا أن ذلك لم يتحقق.. على العكس من ذلك فالقناة الأمازيغية زادت مادتها بالعربية عن 20% التي أوصت بها تلك الدفاتر". ويرى المتحدث أن البرامج الأمازيغية التي تبث بقنوات القطب العمومي تعيش وضعية "لا تتساوى فيها مع برامج اللغات الأخرى.. سواء من حيث كلفة انتاج البرامج الأمازيغية التي هي أقل بكثير من نظيراتها غير الأمازيغية، أو من حيث لغة التواصل مع الجمهور، أو من حيث جودة المنتوج ومدى مراقبته ومتابعته"، وفق تعبيره.