ما موقع الناظور في النقاش العمومي الوطني المثار حول قضية الميني جيب؟.. ناظوريون متضامنون وآخرون يستنكرون أثارت أخيراً واقعة الفتاتين المتابعتين في حالة سراح بمدينة إنزكان، بتهمة الإخلال بالحياء العام على خلفية إرتدائهما التنورة القصيرة المعروفة بال"ميني جيب"، نقاشاً محتدما في الأوساط السياسية والحزبية كما خلفت أصداؤها ردودا متباينة في الشارع المغربي، منها ما وصل إلى حد ردّ الفعل وتجلى ذلك في الإعتداء الذي تعرضتا له المعنيتان على يد بعض من لم يستسغ مشاهدة فتاة تلبس "الميني جيب" فثارت حفيظته أيما ثورة. وكانت الفتاتين قد جرى إعتقالهما مؤخراً وسط إحدى الأسواق الشعبية بإنزكان، بعدما أثارتا سخط البعض بلباسهما تنورة "الميني جيب"، حيث اعتبر مواطنون هذا الأمر إستفزازاً للمشاعر الدينية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل كان هناك من إستشاط غضبا في وجه الفتاتين وصاح "اللهم إن هذا منكر" وسط تجمهر الناس، خصوصا وأن ذلك تزامن حدوثه مع الشهر الفضيل نهارا. ففي هذا المنحى، خرج بعض النشطاء الناظوريين، المعهود عنهم، عبر مواقع تواصل الشبكة العنكبوتية كالفايسبوك على سبيل الحصر، تفاعلاهم بإستمرار مع النقاش العمومي حول القضايا الكبرى والجوهرية في راهن المشهد السياسي المغربي، بتغريدات تراوحت بين إعلان بعضها، تضامنها المطلق مع الفتاتين المعنيتين قبل الكشف عن رأي أصحابها صراحةً بأن المرء له كامل الحرية في إرتداء ما يشاء، على إعتبار أن المسألة تندرج في إطار الحرية الشخصية، وبين أخرى تستنكر الواقعة، رافضة في الوقت نفسه ما من شأنه خدش صورة الحياء العام بالمجتمع المغربي. إذ قالت "سميرة" وهو إسم مستعار لفتاة ناظورية نشيطة عبر موقع فايسبوك، بعدما أعلنت عن تضامنها مع المعنيتين بأمر "الميني جيب"، في منشور لها مرفق بصورة فوتوغرافية تُظهر الجزء السفلي من جسدها وهي مرتديةً تنورة تكشف عن سيقان رجليها، أنها تُناصر الحرية الشخصية للأفراد، قبل أن تسترسل في موضع آخر من ذات المنشور، إنها أيضا، تُناصر حتى قضية المثليين، "طالما كون ميولاتهم الجنسية إختيارات شخصية لا دخل لأي كان ممارسة التحجر عليها"، تردف سميرة. هذا وقد إنهالت جملة من التعاليق على المنشور الفايسبوكي إيّاه، حيث حاول أصحابها مناقشة "سميرة" بخصوص تضامنها مع الموقوفتين بتهمة "التنورة"، ومناصرتها لقضية المثليين، في حين عمد أصحاب تعاليق أخرى إلى توجيه السباب والقذف نحو كاتبة المنشور ورميها بأقذع الأوصاف والنعوت، بينما روّاد آخرون شاطروا هذه الأخيرة نفس الأفكار والرأي بخصوص طرحها، ليكشف بالتالي التوجه العام لأغلب التعاليق الواردة والتي تحمل وجهات نظر مواطنين، رفض الأغلبية لما اعتبر ممارسات لا أخلاقية.