تصوير: مراد ميموني تعتبر منطقة بوعرك ذات الأراضي المبسطة الصالحة للزراعة البورية منها والمسقية البعيدة بكلومترات معدودة على مدينة الناظور من بين المناطق التي تتضرر ساكنتها بفعل الأمطار الغزيرة التي تهطل على المملكة وخصوصا في السنتين الأخيرتين إما نتيجة لارتفاع مستوى الصبيب والحمولة لبعض الأودية التي تقطع المنطقة أو بفعل أنانية بعض الملاكين الكبار المستحوذين على مساحات كبيرة من الأراضي المسيجة بأسوار حديثة لم تأخذ في الإعتبار إلا مصلحتهم الخاصة بداية المعانات....إنهيار القناطروانقطاع الطرقات وجرف الأراضي...... بعدما كانت معانات سكان منطقة بوعرك لا تخرج عن معانات إخوانهم المغاربة وخاصة خارج المدار الحضري للمدن من ضعف التجهيزات الأساسية التي يحتاجها المواطن في حياته اليومية من شبكة طرقية ومراكز صحية وطاقة كهربائية ومؤسسات تعليمية و قنوات صرف المياه العادمة وظروف أمنية تضمن سلامتهم ووو..تجد هذه الساكنة اليوم نفسها مطوقة بمشاكل إظافية كانت في منء عنها سابقا زادت من تعقيد ظروف عيشها البسيطة وبخاصة عينة الفلاحين الصغار الذين لايتوفرون إلا على قطع أرضية صغيرة يستغلونها لكسب قوتهم وقوت أبناءهم الذين يجدونهم بجانبهم لخدمة أراضيهم منذ أن تنعم أظافرهم فمنذ أن قام أحد الملاك بالمنطقة بتشييد سور عريض على أحد الأودية التي تمر ببوعرك في اتجاه بحيرة مارتشيكا تسييجا لأرضه واستغلالا لمساحة جزء من ذات الوادي الذي كان يمر من ملكه بعد طمرها وتسويتها بمستوى هذه الأرض، وساكنة هذه المنطقة تتجرع ويلات المياه الجارفة التي تطبق عليهم العزلة وتخرب أملاكهم من أراضي وومحصولات وبيوت بسيطة يتسترون داخلها من ظروف الطقس. فنتيجة لهذا السورالكبير الذي لم يراعي صاحبه مصالح جيرنه هدمت بعض القناطر التي التي كانت تربط وصال الساكنة بمحيطهم وخربت مجموعة من الطرق الشبه معبدة التي تربط المنطقة بنواحيها من مدينتي الناظوروسلوان وجماعة أركمان، والأكثر من ذلك أن مياه الوادي التي يحرمها هذا السور من مواصلة سيرها الطبعي في اتجاه البحر لاتجد إلا أراضي البسطاء المجورين لتلقي فيه حمولتها الثقيلة بكل ما صادفته في طريقها من نفايات البلديات التي تمر منها وبقايا الأشجار والأغراس قلة المتدخلين والمستفيدين وكثرة المتضررين والمشتكين رغم أن هذه الحالة المستحدثة لا يستفيد من مزاياها إن وجدت إلا شخص أو أشخاص معدودين على رؤوس الأصابع ، ورغم الإستغاثات المتكررة للمتضررين ومطالبتهم المتكررة لمسؤولي الإقليم ذوو الأذان الصامة برفع الأضرار التي تصيبهم، إلا أن ساكنة المنطقة لازالت تواجه خسار فادحة في ممتلكاتها كلما جادت السماء بخيراتها من الأمطار على الأرض. وإظافة إلى ذلك فإن هذه الأضرار تنعكس سلبا على السير العادي لحياة سكان منطقة بوعرك وخاصة تلاميذ المدرسة -التي تفتقر لأبسط شروط الدراسة والتحصيل التي ينص عليها المخطط الإستعجالي لوزارة التربية الوطنية- الموجودة بهذه المنطقة ومدرسيهم، إذ لايستطيعوا لا التلاميذ و التلميذات ولا المدرسين الوصول إلى حجرات مدرستهم أيام الشتاء نضرا لانقطاع الطرق التي تحول ألى برك مائية وانعدام القناطر التي تهدمت أو على وشك الإنهيار بفعل منسوب مياه الأودية التي لا تجد منافذ تمر منها في اتجاه البحيرة، ناهيك عن معانات مستعملي هذه الطرق من سائقي مختلف العربات الذين يستنجدون بالسكان في الكثير من الحالات لمساعدتهم لقطع الطريق بسلام.... إستغاثة الساكنة....ومسؤولي المنطقة خارج التغطية بعد تعرض سكان هذه المنطقة لكوارث وخسار حقيقية في ممتلكاتهم نتجت عن سوء إستعمال الحق من طرف بعض أصحاب النفوذ بسد منافذ مياه الأودية، حاول هؤلاء السكان سلك كافة السبل من أجل رفع الحيف عنهم دون جدوى، فقد وجهوا سابقا شكاية في الموضوع رفقة لائحة تحمل توقيعات أزيد من 70 متضرر- توصل ناظورسيتي بنسخة منه- إلى كل من مدير المديرية الإقليمية للتجهيز والنقل بالناظور ورئيس الجماعة القروية لبوعرك وعامل إقليمالناظور ووزير التجهيز والنقل، دون أن تجد إستغاثاتهم آذانا صاغية تسارع إلى رفع الضرر عنهم. لذلك فهؤلاء المتضررون يطالبون من مسؤولي الإقليم المنتخبين منهم وممثلي المصالح المركزية ذات العلاقة بهذا الملف الإسراع لرفع الضرر عنهم بإصلاح الطرق و القناطر والتحقيق حول السور المشيد على الواد الذي يمر بالمنطقة منذ زمن طويل ورغم كل معانات سكان منطقة بوعرك، فإنهم متشبثون بأراضيهم التي لا يرون أنفسهم قادرين على تركها أو مغادرتها، فماضيهم ومستقبلهم مرتبط بهذه الأرض التي لاتبخل عليهم بعطاءها رغم قساوة الظروف الطبيعية والبشرية