في إطار الذكرى 35 للربيع الأمازيغي نظمت جمعية ثاومات للثقافة والتنمية - أزلاف- بتنسيق مع جمعيتي إصوراف للثقافة والتنمية بكاسيطا وتفسوت للتنمية والثقافة بأزلاف، قراءة أدبية في ديوان الشاعر الأمازيغي حكيم الوسطاني "أنشروف" تحت عنوان: "الشعر الأمازيغي الريفي بين الحداثة والتقليد"، أطرها كل من الأستاذ محمد أسويق صاحب دراسة نقدية حول "الشعر الأمازيغي القديم"، والأستاذ حميد قشوح باحث في التراث الريفي، إلى جانب الروائي والقاص الأمازيغي سفيان الهاني طالب بشعبة الدراسات الأمازيغية بوجدة، وذلك يوم الأحد 12 أبريل بدار الشباب - كاسيطا-. افتتحت القراءة الأدبية بكلمة موجزة لمسيرها إبراهيم ملول الكاتب العام لجمعية "ثاومات"، تحدث فيها عن ذكرى الربيع الأمازيغي وأسباب أحداثها التي تعود إلى أبريل 1980 بعدما قام النظام الجزائري بمنع ندوة للأستاذ مولود معمري عن الشعر الأمازيغي بجامعة تيزي وزو ما أدى إلى اندلاع احتجاجات واسعة لإيمازيغن قام النظام بقمعها وراح ضحيتها العشرات من المحتجين، بعد ذلك أعطيت الكلمة لممثل جمعية إصوراف محمد المحمادي الذي رحب بالضيوف وشكر الحاضرين، قبل أن تنطلق الأمسية الشعرية بقصيدتين رائعتين من ديوان "أنشروف" تلاهما على مسامع الحاضرين الشاعر حكيم الوسطاني. بعد ذلك أخذ الكلمة الأستاذ محمد أسويق الذي تحدث عن مكانة الشعر عند الممالك الأمازيغية القديمة، وعن ديوان الشعراء في مملكة النكور، وكذا الدور الذي لعبه الشعر في إذكاء روح المقاومة وملحمة دهار أوباران خير مثال على ذلك، قبل أن يتناول الحداثة في الشعر الأمازيغي بانتقاله من الشفاهي إلى التدوين، حيث تحدث عن جمالية اللغة الشعرية والصور البلاغية في قصائد "أنشروف"، كما تحدث عن الإنسانية في شعر حكيم الوسطاني وكونيته واهتمامه بمجالات العلم والمعرفة وحقوق الإنسان، أعطيت الكلمة بعده للأستاذ حميد قشوح الذي عالج الظاهرة الشعرية في ديوان "أنشروف" من زاوية ارتباطها بالتراث الثقافي في الريف، حيث نجد الأسطورة وإزران حاضرين بقوة في مخيلة الشاعر، كما تحدث عن غنى المعجم اللغوي للشاعر الذي اكتسبه من مختلف القبائل التي يعيش الشاعر وسطها، وخلص الأستاذ قشوح إلى ضرورة العمل على تشجيع النقاد والنقد الأدبي الذي يكاد ينعدم بالريف، أما المتدخل الثالث الباحث في اللغة والثقافة الأمازيغية سفيان الهاني فقد تحدث عن الشعر التقليدي ووزنه البوياوي وما مدى انضباط قصائد ديوان "أنشروف" لهذه الأوزان، حيث نجد أن الشاعر يبدأ قصائده منضبطا لوزن "رالا بويا" ثم ينفلت منه محاولا تكسير هذه البنية التقليدية للشعر الريفي، لكنه سرعان ما يعود للانضباط لنفس الوزن في نهاية قصيدته. ليفتح بعد ذلك المسير المجال للمناقشة التي كانت غنية خاصة بحضور الطالب الباحث بماستر الدراسات الأمازيغية بفاس-سايس أنديش إدير. وقد شهدت الأمسية الشعرية وقفة تضامنية ودقيقة صمت ترحما على روح الفقيد "عبد الله البوجدايني" أخ المناضل والناشط الأمازيغي "حفيظ البوجدايني"، وعلى كافة شهداء مرض السرطان، وأطفال حادثة طانطان. قبل أن يختتم اللقاء بقصيدة رائعة للشاعر حكيم الوسطاني، وكلمة للناشط الأمازيغي المقيم بهولندا والمناضل السابق في جمعية إصوراف فوزي المرابط شجع من خلالها الجمعيات المنظمة على الاستمرارية، ليتم توزيع الشواهد التقديرية على الأساتذة المؤطرين للأمسية، الأستاذ محمد أسويق سلمها له الباحث الأكاديمي أنديش إدير، الأستاذ حميد قشوح سلم له الشهادة المناضل فوزي المرابط، والباحث سفيان الهاني سلمت له الشهادة من طرف ممثل جمعية تفسوت نورالدين اليبوحي. بعد ذلك أخذ الحاضرون صورة جماعية مع الضيوف واختتم اللقاء بحفلة شاي على شرف الشاعر حكيم الوسطاني.