سبق وأن كتبتُ أن لهذه المدينة "رب" يحميها رغم كيد الكائدين، ورغم ما قد يحاك ضدها في الاتجاه الذي يقودها نحو الأسوأ ونحو مزيد من المسخ. منذ أسابيع، وعلى إثر إقدام المجلس البلدي للناظور على تنفيذ قرار تحويل حديقة عمومية إلى سوق لبيع الأسماك والدواجن، تهيّأ "متطوعون من أجل الناظور" للدفاع عن الإبقاء على هذه الحديقة، كما تهيئوا للوقوف ضد القرارات الرامية إلى إعدام المساحات الخضراء والحدائق العمومية وجعل المدينة اسمنت في اسمنت وكأن الإنسان لا يحي إلاّ بالجشع. وبعد أن قررت فعاليات جمعوية ومدنية وفنية وإعلامية وحقوقية تنفيذ وقفة احتجاجية أمام الحديقة "المُعدمة" مباشرة بعد انطلاق أشغال البناء، حيث حج العشرات من هؤلاء إلى المشاركة في هذه الوقفة يوم 24 دجنبر 2014، كما عاودت ذات الفعاليات المنضوية تحت لواء "متطوعون من أجل الناظور" وقفة ثانية أمام بناية الجماعة الحضرية يوم 9 يناير الفائت. علاوة على تأكيد عزم هذه الحركة تقديم عريضة احتجاجية تشمل توقيع الهيآت الحزبية والنقابية والحقوقية والجمعوية، وكذا مراسلة الملك في ذات الشأن.. وبعد أن أكد طارق يحي رئيس المجلس البلدي أن القرار المتعلق بتحويل حديقة عمومية إلى مركز تجاري هو قرار نهائي ولا رجعة فيه بعد أن "صادق" عليه نفس المجلس سنة 2002 بإجماع أعضاءه، قبل أن يلقى اعتراضا وتجميدا من طرف المجلس الذي ترأسه مصطفى أزواغ، ليعيد طارق يحي بعثه من جديد خلال ولايته الحالية وأدرج ضمن جدول أعمال إحدى الدورات لسنة 2014، وهو الأمر الذي قال بخصوصه البعض أنه كان نوع من "التحايل" مارسه طارق مع أعضاء مجلس بلدية الناظور، وبعد ما أثاره هذا الموضوع من تجاذبات، يبدو أن "متطوعون من أجل الناظور" قد تواروا إلى الخلف بعد أن تراجعت وقفاتها وبياناتها ومرافعتها من أجل إيقاف إعدام المساحات الخضراء والقرارات التي تستهدف الحدائق العمومية. فما هي الأسباب التي كانت وراء هذا "الخفوت" والتراجع؟ ولماذا سكت صوت "متطوعون من أجل الناظور"؟ وهل ستتجاوز وضع التواري وتعود إلى مناهضة القرارات الرامية إلى تحويل مدينة الناظور إلى أسواق وإقبار المساحات الخضراء؟ وهل كانت هناك إكراهات واجهتها أثّرت على حركيتها؟.. هذه بعض الأسئلة الموجهة للقائمين على تفعيل هذه المبادرات، وهي أسئلة نابعة من افتقاد ل "متطوعون من أجل الناظور"؟.