في خضم الأحداث المأساوية التي تعيش على إيقاعها مدنية كوباني الواقعة على الحدود التركية – السورية، وأمام التطورات الميدانية التي تعرفها المنطقة في ظل تعقد وتداخل الأحداث والتحالفات، تظاهر مئات من الأكراد في عدة مدن أوروبية للفت الانتباه إلى الوضع المأسوي الذي تتعرض له مدينة كوباني المحاصرة الواقعة على الحدود السورية – التركية. كما اقتحمت مجموعة كبيرة من المتظاهرين الأكراد مساء البرلمان الهولندي في العاصمة لاهاي. وعقب محادثات مع رئيسة الغرفة الثانية في البرلمان، أنوشكا فان ميلتنبورج، غادر المتظاهرون مبنى البرلمان في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء. وفي مطار العاصمة البلجيكية بروكسل، نظم أكراد وقفة تضامنية، مطالبين بتصرف حاسم للمجتمع الدولي ضد داعش وتقديم مساعدات إنسانية وعسكرية لسكان كوباني. كما شهدت عدة مدن ألمانية احتجاجات شارك فيها آلاف المتظاهرين، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وقالت مصادر إعلامية ألمانية إن 150 متظاهراً خرجوا في مظاهرة في مطار مدينة بريمن يوم الثلاثاء ثم توجهوا إلى وسط المدينة، حيث انتهت دون وقوع أية صدامات. كما اقتحم متظاهرون أكراد مبنى إذاعة غرب ألمانيا في مدينة دوسلدورف ومبنى الإذاعة الخارجية الألمانية "دويتشه فيله" في مدينة بون. وذكرت "دويتشه فيله" على موقعها الإلكتروني يوم الثلاثاء أن نحو 60 متظاهراً سلموا المسؤولين في المبنى بياناً يطالبون فيه بالتضامن مع الأكراد في مدينة كوباني. وبحسب بيانات الشرطة، فقد تجمهر 100 متظاهر أمام مبنى "دويتشه فيله"، بينهم 40 متظاهراً جلسوا حوالي ساعتين في بهو المبنى رافعين لافتات. وتجمهر في برلين حوالي 600 كردي، ومن المنتظر أن تشهد العاصمة الألمانية مظاهرة أخرى في وقت لاحق اليوم. كما نظم الأكراد مظاهرات في هامبورج ودورتموند ومونستر وإيسن. وفي بلجيكا، اقتحم عشرات الأكراد البرلمان الأوروبي في بروكسل الثلاثاء للفت الانتباه إلى تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في اتجاه مدينة كوباني الكردية. وتمكن المتظاهرون وهم رجال ونساء يحملون أعلاما كردية ولافتات عليها صور زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان من اقتحام بهو البرلمان بعدما غافلوا عناصر الشرطة الذين فرضوا طوقا عند المدخل. واعتصم المتظاهرون في الداخل بينما اقترب منهم عدد كبير من النواب الأوروبيين. وقال رئيس الكتلة الاشتراكية في البرلمان جياني بيتيلا بالانكليزية "سنناضل ضد تنظيم الدولة الإسلامية"، مما أثار تصفيقا. ووافق رئيس البرلمان مارتن شولتز بعدها باستقبال وفد. وشدد على أن أسلوبهم "ربما ليس الأفضل"، إلا أنه طمأنهم لجهة "دعم البرلمان الأوروبي للجهود الدولية من أجل وقف تقدم تنظيم الدولة الإسلامية وتعهد إيصال رسالتهم إلى الحلف الأطلسي"، بحسب مصدر قريب من البرلمان. ومن المنتظر خلال الأيام المقبلة أن تتطور العديد من الأحداث على الصعيد الميداني، لاسيما بعد التعقيدات التي بدأت تظهر رغم قول المنتظم الدولي ومحاولاته من أجل القضاء على ما يسمى ب "تنظيم الدولة الإسلامية".