من تاجر مخدرات ومدمن عاش وضعية اجتماعية صعبة الى مدافع عن طالبان يومية الصباح (الناظور) جاء كشف الخلية، حسب معلومات جديدة حصلت عليها "الصباح" بعد أبحاث انطلقت منذ 2010، وجرى التنسيق خلال هذه المرحلة في مجال جمع وتبادل المعلومات المتوفرة من خلال المراقبة المباشرة لتحركات أفراد الخلية ونشاطهم عبر شبكة الأنترنت، رغم أن معرفة المصالح الأمنية ببعض المتهمين تعود الى عدة سنوات، وفي مقدمتهم زعيم الخلية مصطفى مايا أمايا. وأشارت مصادر عليمة، الى أن زعيم الخلية المذكور غادر مدينة العروي قبيل شروع الفرقة الوطنية في مداهمة عدد من المنازل لاعتقال أفراد الخلية المفككة في دجنبر 2012، واستقر منذ ذلك التاريخ في مليلية، متخذا من منزله الكائن بحي هيندوم الهامشي مقرا لاحتضان المرشحين للسفر الى بؤر التوتر من جنسيات مختلفة. وفضلا عن دوره الرئيسي في استقطاب المقاتلين عبر الشبكة العنكبوتية، تعد فترة استقبالهم في منزله فترة اختبار ل "غربلة المرشحين" للقتال في صفوف الجماعات الموالية للقاعدة وتلقينهم تكوينا نفسيا خاصا، قبل توجيههم نحو وسطاء متمركزين في عدد من الدول كالمغرب وبلجيكا وفرنسا وتونس وأندونيسيا ومالي وتركيا وليبيا. ورصدت الاستخبارات الإسبانية كيف أنشأ وعيم خلية القاعدة افتراضية للتحريض على "الجهاد" وترويج أفكار متشددة من خلال صفحة على الأنترنت، ونشاطه الكثيف في مجال استقطاب متشبعين بأفكار القاعدة ودعوته لهم لزيارته في منزله، ومنهم الفرنسيان الموقوفان الى جانبه بمليلية "بول صديق" و"فارق الشيخ". ووفق معلومات حصلت عليها "الصباح" يمتد نشاط الخلية داخل عدد من الدول الأوروبية كفرنسا وبلجيكا، وهو ما كان يتم عبر وسطاء، أبرزهم التونسي شفيق جلال بن عمارة المدجيري الموقوف في مدينة مالقا (جنوب إسبانيا) والمعروف بميولاته المتطرفة والمتخصص دوليا في تزوير الوثائق الرسمية. وأفادت مصادر "الصباح"، أن التحريات أثبتت أن عددا من المتطوعين للقتال في سوريا نجحوا في السفر جوا نحو العاصمة التركية، وبعض هذه الرحلات تمت عبر مطار محمد الخامس بالبيضاء، وهو ما رصدته المصالح الأمنية التي كانت تراقب عن قرب التحركات المشبوهة لأفراد الخلية. وكانت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتنسيق وثيق مع مديرية حماية التراب الوطني تتبعت تحركات الموقوفين الثلاثة، وحصلت من نظيرتها الإسبانية على معلومات حول اتصالات زعيم الخلية والصلات التي تجمعه بهم وعلاقته بمحيط سكنه السابق بالعروي. ويتعلق الأمر بكل من محمد كراز وسفيان المومني، العضوين باللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، ومعتقل ثالث يدعى طارق أحنين، تقني متخصص في مجال المعلوميات، وأحد الناشطين في المنتديات ذات الصلة بتنظيم "القاعدة". وأضافت المصادر ذاتها، أن المحققين اكتشفوا بعض الصلات المترابطة بين زعيم الخلية والموقوفين فوق التراب الوطني وخلية سبق تفكيكها نهاية 2012، في ما يخص أسلوب العمل ووسائل الاستقطاب والأهداف التي تتمثل في تجنيد الشباب وتأطيره من أجل التحاقه بالجماعات المتطرفة، مؤكدة أن التحريات تبقى مفتوحة من أجل الوصول الى متهمين آخرين.