الشرطي "أنطونيو كانو" خاطب الشابة المغربية وسط البحر بالأمازيغية قصد نجاح عملية إنقاذها محسن بندعموش : استقبل يوم أمس الثلاثاء 10 أبريل الجاري، مندوب الحكومة المحلية بمليلية، عبد المالك البركاني، في مكتبه أحد عناصر فرقة الشرطة الوطنية الإسبانية ، أنطونيو كانو، الذي هنأه على عمله البطولي الفذ اثر انقاذه الفتاة المغربية في الأربع والعشرين ربيعاً من الموت غرقاً في نواحي "إلديكي سور". إرتمى أنطونيو كانو، في البحر متجهاً نحو هذه الفتاة، التي شكرت عناصر الشرطة لإنقاذهم حياتها بعدما قفزت في الماء لدخولها في مناقشة متوترة مع صديقها، على ما يبدو. ولم يكن هذا التدخل الأول من نوعه من قبل هذا الشرطي المليلي في سجله كعنصر من عناصر الشرطة، وانما فعل الشيء نفسه في سبتة عندما هم بانقاذه لفتاة قفزت إلى هاوية. وقد حاول أنطونيو، وهو لا يزال في الماء، طمأنة الفتاة وهو يقول لها بالأمازيغية أنه شرطي، نظراً إلى أن الفتاة كانت في حالة متوترة ومهددة بالموت غرقا، قبل تدخل الشرطي المذكور في الوقت المناسب وتقديم يد المساعدة للفتاة التي أقدمت حسب مصادر أمنية مطلعة على محاولة الإنتحار عبر القفز في لحظة هستيرية وسط البحر بمنطقة تستعصي الخروج منها لولا المساعدة التي تلقتها من الشرطي ذاته. وقد روي ما حدث البارحة إلى الصحافيين، وأوضح الشرطي بنفسه أن كل ما حدث بعد الظهيرة، بينما كان في دورية مع أحد عناصر الشرطة، أنطونيو مير برلنغا، في "الباصيو ماريتمو "، قام أحد المواطنين باشعارهم أن هناك شخصاً يغرق بالقرب من "الديكي سور". وبأقصى سرعة ممكنة، إمتثل الشرطيان في عين المكان، ولمحوا ، بالفعل، أن هناك شخصاً يغوص حتى يترأى عن الانظار ثم يعود ليظهر فوق سطح الماء محاولاً إنقاذ نفسه، " كان يغرق". كان هناك ثلاثة عناصر من الشرطة الوطنية، تماماً كما روى أنطونيو كانو. واحد منهم تولى مهمة إبلاغ سيارة الإسعاف و الاتصال بالرقم 091 (مفوضية الشرطة المحلية): وآخر وقف فوق صخرة كبيرة بينما كانو نط في الماء لإنقاذ الفتاة بغية أن يشير له مكان تواجد الفتاة في حالة ما إذا غرقت الفتاة أكثر، إذ أنه " كان يبقى وقتاً طويلاً تحت الماء ". إقترب أنطونيو من الفتاة المغربية وأمسكها و أحكم إمساكها حتى أوصلها إلى صخرة، حيث تلقت الاسعافات من باق عناصر الشرطة، في حين وصلت إلى مكان الحادثة سيارة إسعاف نقلتها إلى مستعجلات "مستشفى كوماركال". وقد فعل الشرطي الشيء ذاته في سبتة عندما قام بإنقاذ فتاة إرتمت إلى هاوية، ويقول أنه قد خشي على حياة هذه الفتاة المغربية، بحكم أنها كانت " متوترة جداً ". لكن أنطونيو حاول أن يهدئ من روعها باللغة الأمازيغية وهو يقول لها أنه شرطي، لأن الفتاة كانت" على غير هداً و منهكة، وعلى شفى حفرة من الموت ". وقالت الفتاة، التي أصبحت بصحة جيدة، للشرطة الذين زاروها في المستشفى للإطلاع على أحوالها في المساء نفسه من وقوع الحادثة أنها "نادمة"، في حين قامت بشكر الشرطيين الذين اعتقوا روحها. ولقد أصيب أنطونيو بجروح في أخمص قدميه، الشيء الذي جعله يتلىقى أيضاً اسعافات في مستعجلات مستشفى كوماركال بمليلية.